قال مسؤول في البيت الأبيض، الثلاثاء، إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين “في المستقبل القريب”، فيما نقلت “رويترز” عن دبلوماسيين القول إن رفض موسكو للوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا، يعرض القمة المحتملة للخطر.

وأضاف المسؤول أنه لا خطط أيضاً لعقد اجتماع مباشر بين وزير الخارجية ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، موضحاً أن اتصالهما الهاتفي، الاثنين، كان “مثمراً”.

يأتي ذلك بعدما أعلن ترمب بعد اتصال هاتفي استمر أكثر من ساعتين مع بوتين الخميس الماضي أنه سيعقد قمة أخرى مع الرئيس الروسي في العاصمة المجرية بودابست لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ونقلت “رويترز” عن دبلوماسيين القول إن رفض موسكو للوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا يعرض للخطر فيما يبدو عقد قمة بين ترمب، وبوتين، وذلك بعد تأجيل اجتماع تحضيري بين وزيري خارجية البلدين.

كما ذكر مسؤول بالبيت الأبيض لشبكة “CBS NEWS” أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف أجريا “اتصالاً مثمراً”، الاثنين، معتبراً أنه “ليس من الضروري” عقد لقاء مباشر بينهما في المستقبل.

وقال الكرملين إنه لم يكن هناك موعد محدد لقمة ترمب وبوتين، وقال متحدثٌ باسم بوتين: “لا يُمكن تأجيل ما لم يكن مُقرراً”.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال لافروف إنه أجرى محادثة مفصلة للغاية مع نظيره الأميركي، مشيراً إلى أنهما اتفقا على مواصلة الاتصالات.

وذكر لافروف في مؤتمر صحافي أنه أكد مع روبيو عزم البلدين على المضي قدماً ضمن ما جرى الاتفاق عليه في قمة ألاسكا، التي عقدت بين الرئيسين الأميركي والروسي في أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن لقاء الزعيمين يتطلب “تحضيراً جاداً، ومساحة من الوقت”.

وعلى صعيد الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، شدد لافروف على أن وقف إطلاق النار يعني استمرار تسليح كييف.

واعتبر وزير الخارجية أن ما سماها “العملية العسكرية الروسية الخاصة” في أوكرانيا تحقق أهدافها، وقال إنها “لا شك أنها ستكتمل بنجاح”.

واتهم لافروف، أوروبا، بعدم السعي إلى السلام وتحريض كييف على مواصلة الحرب، وقال إن الأوروبيين لا يساهمون في التوصل إلى تسوية سلمية، مؤكداً أن “موسكو تسعى إلى سلام دائم، وليس لوقف إطلاق النار”.

“الوثيقة غير الرسمية”

 وقال مسؤولان أميركيان إن روسيا جددت شروطها السابقة لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا وذلك في بيان خاص أُرسل إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع، يُعرف باسم “الوثيقة غير الرسمية”.

وأضاف أحد المسؤولين أن البيان أعاد التأكيد على مطلب روسيا بالسيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية بالكامل، وفق ما نقلت “رويترز” وهو موقف يتعارض فعلياً مع موقف الرئيس ترمب الحالي المتمثل في تجميد خطوط المواجهة في مواقعها الحالية.

صواريخ توماهوك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا “أصبحت، بشكل شبه تلقائي، أقل اهتماماً بالدبلوماسية” بسبب تأجيل قرار الإدارة الأميركية بشأن توريد صواريخ توماهوك لأوكرانيا.

وأضاف في خطابه المسائي: “مجدداً، تبذل روسيا كل ما في وسعها للتخلي عن الدبلوماسية”.

وأشار زيلينسكي إلى أن تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، مثل صواريخ توماهوك، قد يجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفق ما نشر موقع “أكسيوس” الأميركي.

فيما أعرب ترمب، الاثنين، عن اعتقاده بعدم قدرة أوكرانيا على الانتصار في الحرب الجارية مع روسيا، لكنه لم يستبعد أن “أي شيء قد يحدث”.

غموض بشأن اجتماع لافروف وروبيو

وأثار تأجيل الاجتماع التحضيري بين كبار مسؤولي الولايات المتحدة وروسيا، الذي كان مقرراً هذا الأسبوع، تساؤلات حول مصير القمة المرتقبة في بودابست بين الرئيسين الأميركي والروسي، وذلك بعد نحو أسبوع فقط من الإعلان عنها.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN إن الاجتماع الذي كان مرتقباً هذا الأسبوع، بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي تم تأجيله في الوقت الحالي.

ولم تتضح على الفور أسباب إلغاء اجتماع هذا الأسبوع، غير أن أحد المصادر قال إن “روبيو ولافروف كانت لهما توقعات متباينة بشأن إمكانية إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.

كما لم يتضح بعد ما إذا كان تأجيل الاجتماع التحضيري بين لافروف وروبيو سيؤثر في نهاية المطاف على القمة المنتظرة بين ترمب وبوتين في بودابست.

شاركها.