التطبيع العربي مع النظام يهدد بحرب أكثر عنفًا في سوريا
خلص تقرير في مجلة “Global Policy” إلى أن التطبيع مع النظام السوري يهدد بالمزيد من الصراع، ويؤدي إلى إشعال حرب أخرى في سوريا، وذلك عقب تحركات عربية في محاولة لإعادة النظام إلى “الحضن العربي”.
وبحسب التقرير الصادر اليوم، الثلاثاء 4 من حزيران، والذي أعده الباحث السوري في دراسات النزاع محمود الحسين، فإن التطبيع مع النظام قد يوفر هدوءًا مؤقتًا في مناطق معينة، وهو شكل من أشكال “السلام السلبي”، لكن هذا النوع من السلام وهمي، ويخفي وراءه مخاطر كامنة.
وذكر الباحث أنه بدلًا من السعي للتطبيع مع النظام، ينبغي التركيز فقط على تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي عادل وسلام مستدام يحفظ جميع الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب السوري، وهذا يستلزم العيش بحرية وسلام وأمن وعدالة دون مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.
واعتبر أن مثل هذا الحل يمثل الضامن الحقيقي لإنهاء المأساة التي طال أمدها والتي يعاني منها الشعب السوري منذ أكثر من 13 عامًا.
ويتطلب تحقيق هذا الحل ممارسة ضغط أكبر على النظام السوري، بدلًا من مكافأته أو تطبيع العلاقات معه، كما يتطلب الضغط على حليفي النظام، روسيا وإيران، لإقرار حل سياسي يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار “2254”.
وجاء في التقرير أن النظام لم يلتزم بالعديد من المبادرات الإقليمية والدولية، وأنه غير قادر على تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، كما أنه فشل في الوفاء بالتزاماته تجاه الدول العربية.
ولم يقدم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قوائم مفصلة بمنتجي ومصدري المخدرات، فضلًا عن طرق التهريب المتعلقة بتجارة حبوب الكبتاجون، بالإضافة إلى إلقائه اللوم على الدول العربية، وفق التقرير.
وفي حين قد يكون هناك هدوء مؤقت بالأنشطة العسكرية في سوريا، لكن مع حالة التطبيع، من المرجح أن تظهر ديناميكيات مختلفة، ما قد يؤدي إلى تأجيج موجة ثانية أكثر عنفًا وشدة من الصراع، كما أن تداعيات دورة العنف المتجددة هذه ستكون وخيمة ومدمرة، ليس فقط على سوريا وشعبها، بل أيضًا على الدول العربية المجاورة، والمجتمع الدولي، والعالم بأسره، وفق التقرير.
في 30 من أيار الماضي، قال الباحث في معهد “الشرق الأوسط“، تشارلز ليستر، إن التطبيع العربي مع الأسد كان بمثابة الكارثة، وذكر أن الجهود التي بذلتها الدول العربية لإخراج الأسد من العزلة وجعل نظامه لاعبًا مسؤولًا جاءت بنتائج عكسية تمامًا.
ولم يقتصر الأمر على فشلها في إقناع الأسد بتقديم أي تنازلات، إنما تفاقمت كل جوانب الأزمة السورية منذ دخول الأسد إلى الأراضي السعودية في أيار 2023، لحضور “القمة العربية”، وفق ليستر.
13 عامًا
تتجه الثورة السورية نحو عامها الـ14 وهي مثقلة بعشرات آلاف المعتقلين وملايين المشردين والمهجرين، ومقتل 231278 مدنيًا، بينهم 15334 بسبب التعذيب، واعتقال تعسفي (إخفاء قسري) لـ156757 شخصًا، وتشريد قرابة 14 مليون شخص، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011 حتى آذار 2024، بحسب ما وثّقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.
ومن أصل الحصيلة، قتلت قوات النظام السوري 201260 شخصًا، فيما قتلت القوات الروسية 6969 شخصًا.
طوال عقود، استمدّ النظام السوري قوّته وقدرته في الحفاظ على السلطة من السيطرة الكاملة على المؤسسة العسكرية والأمنية، وبناء دولة شمولية، وإقصاء القوى المعارضة له، وتعميق التحالف مع إيران وروسيا، وفهم سياسات الاستقرار الأمني في الإقليم بالنسبة للولايات المتّحدة وإسرائيل، وغير ذلك من العوامل المحلية والدوليّة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي