في سياسة ممنهجة تتجاوز حدود الحرب التقليدية، يعيش سكان غزة اليوم تحت تهديد العطش القاتل، بعد أن حرمهم الاحتلال من أبسط مقومات الحياة: المياه النظيفة.
أكثر من 60 محطة تحلية مياه خرجت عن الخدمة بفعل القصف الإسرائيلي المباشر أو بسبب منع وصول الكهرباء ورفض إدخال مواد الصيانة، ما أدى إلى شحٍّ كارثي في إمدادات المياه، ودفع آلاف العائلات إلى شرب المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي، مسببة انتشار أمراض جلدية وأوبئة متفاقمة.
ووفق تقارير ميدانية، فإن أكثر من 60% من محطات التحلية البالغ عددها 196 محطة، أصبحت خارج الخدمة. في الوقت ذاته، تمنع إسرائيل دخول مواد تنقية المياه، وتعرقل مرور شاحنات المياه للمناطق المنكوبة، وسط تدمير مستمر لشبكات المياه والكهرباء.
وفي ظل التهجير القسري الذي طال 86% من القطاع، ومع تقليص المياه القادمة إلى شمال غزة، يرى مراقبون أن سياسة التعطيش ليست مجرد إهمال، بل جريمة حرب تهدف إلى كسر صمود المدنيين، وإجبارهم على النزوح ضمن خطة الاحتلال للسيطرة الكاملة على القطاع.
ما يجري في غزة اليوم ليس فقط قتلًا مباشرًا، بل إبادة ممنهجة تبدأ بالتجويع وتنتهي بالتعطيش.