أصدر مجلس التعليم العالي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قرارًا رقم “274”، وينص على نقل مقرر الثقافة القومية في الجامعات الحكومية والمعاهد التقانية إلى الفصل الثاني للعام الدراسي 2025-2026.
وذلك ريثما يتم تعديل بعض مفرداته، حسبما ورد في القرار، الذي نشرته الوزارة عبر “فيسبوك”، الأربعاء 22 من تشرين الأول.
معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون الطلاب، عبد الحميد الخالد، أوضح أن المسمى الوارد في القرار جاء وفق الخطط الدراسية القديمة فقط، ولا يعني اعتماده بصيغته الحالية.
وتعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حاليًا على تغيير المقرر بشكل كامل، وإعادة صياغة محتواه بما ينسجم مع المفاهيم الحديثة للثقافة الوطنية والمواطنة، حسب المعاون.
وكشف أن الوزارة تدرس من خلال لجنة أكاديمية مختصة، إمكانية إلغاء المقرر بصيغته القديمة نهائيًا، أو دمجه ضمن مساقات الثقافة العامة المطورة، وذلك بما يخدم أهداف التعليم الجامعي ويواكب تطور المناهج.
وأكد أن أي تعديل أو إلغاء سيتم وفق الأطر القانونية المعتمدة، وبما يحقق المصلحة التعليمية والوطنية العليا.
وكانت وزارة التربية في حكومة تسيير الأعمال قررت تأجيل امتحان مقرر الثقافة (القومية) في امتحانات الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2024-2025، ريثما يتم إعادة صياغة المقرر، حسبما نشرت في 24 من كانون الثاني الماضي.
وتعد مادة القومية من أكثر المواد الدراسية جدلًا في النظام التعليمي في سوريا.
وأدرجت ضمن المناهج منذ خمسينيات القرن الماضي، وحولها النظام السابق منذ وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963 إلى ركيزة أساسية في بناء ما تصفه السلطة بـ “الهوية الوطنية”.
وارتبط مضمون المادة بشكل أساسي بأيديولوجيا الحزب وشعاراته القومية، مثل “أمة عربية واحدة” و”وحدة حرية اشتراكية”.
ويبدأ تدريس المادة من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، كمادة إلزامية، وفي الجامعات تدرس ضمن مقررات “الثقافة القومية”، التي تفرض في جميع الكليات دون استثناء، بغض النظر عن التخصص الأكاديمي.
وينظر إلى المادة من خبراء تعليميين إلى أنها أداة تعبئة سياسية أكثر من كونها مادة معرفية، إذ تعتمد على التلقين وتكرار الشعارات والنصوص التي تمجد رئيس النظام السابق، بشار الأسد، ووالده حافظ، وحزب البعث، وتربط الوطنية بالولاء السياسي.
وحذفت المادة في مناطق سيطرة المعارضة قبل سقوط النظام، بينما حصل عليها تحديثات سطحية بعد عام 2011، بينما جمدت السلطات الجديدة بعد سقوط نظام الأسد اعتماد المادة كمقرر أساسي، ريثما يعاد تعديل الصياغة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي