اخر الاخبار

التكاليف تضعف موسم الزراعة الشتوي بريف دير الزور

دير الزور – عبادة الشيخ

يحظى الموسم الشتوي بأهمية خاصة لدى مزارعي ريف دير الزور شرقي سوريا، إذ يعملون على متابعة محاصيلهم، وعلى رأسها القمح والشعير، لكن عقبات تثقل كاهلهم، أبرزها ارتفاع أسعار الأسمدة والمحروقات والبذار، وتكاليف السقاية.

وتتضاعف التكاليف مع قلة هطول الأمطار، ما ينذر بمواسم إنتاجية ضعيفة، أو يدفع ببعض المزارعين إلى العزوف عن الزراعة تجنبًا للخسارة.

تكاليف مرتفعة

يشهد العام الحالي ارتفاعًا في تكاليف الزراعة، وفق ما قاله متعب الركيوي، وهو مزارع من بلدة درنج شرقي دير الزور، فتكلفة زراعة الدونم الواحد من القمح أو الشعير تبلغ حوالي 300 دولار أمريكي تقريبًا (3 ملايين ليرة سورية).

وأضاف ل أن سعر كيس السماد بوزن 50 كيلوغرامًا يتجاوز 30 دولارًا، وتبلغ تكلفة حراثة الدونم الواحد 10 دولارات، وسعر برميل المازوت (220 ليترًا) 120 دولارًا، ويضاف إليها أجور السقاية، ومستقبلًا أجور الحصاد.

وبحساب التكاليف مع قلة الأمطار والحاجة لأدوية زراعية، يرى المزارع أن المحصول خاسر ماليًا، ولا يسد تكاليف زراعته أو تعبه.

أما المزارع حارث المحمد، فتخلى عن زراعة أرضه التي تبلغ مساحتها 200 دونم في بلدة الصور شمالي دير الزور، مكتفيًا بزراعة خمسة دونمات فقط للمؤونة.

وعلل سبب عزوفه عن زراعة أرضه بارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية التي يحتاج إليها، وارتفاع أسعار المحروقات، إضافة إلى قلة اليد العاملة وارتفاع تكاليفها في حال توفرت، والتخوف من تحديد سعر لا يتناسب مع المزارع كما حدث عام 2024.

جميل الشحاذة مزارع آخر من دير الزور، قال ل، إن تكبده خسائر مادية موسم 2024، دفعه للعزوف عن زراعة أرضه التي تبلغ مساحتها 165 دونمًا، لافتًا إلى أن الإنتاج كان قليلًا مقارنة بالأعوام السابقة.

الإدارة الذاتية: إقبال ضعيف

مسؤول في لجنة الزراعة التابعة لمجلس دير الزور المدني في “الإدارة الذاتية” (فضل عدم ذكره اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام)، قال ل، إن “الإدارة الذاتية” قدّمت دعمًا للمزارعين.

وأضاف أن إقبال المزارعين كان ضعيفًا، لأن “الإدارة الذاتية” عرضت حبوب قمح وشعير وأسمدة ومحروقات، لكن المزارعين لم يقوموا بالتسجيل على الجمعيات الفلاحية.

وحددت “هيئة الزراعة والري” في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا سعر شراء مادة القمح من الفلاحين للموسم الزراعي 2023-2024، بمبلغ 31 سنتًا للكيلوغرام، في حين حددته عام 2023 بسعر 43 سنتًا للكمية نفسها، ما اعتبره مزارعون “ظلمًا وإجحافًا” بحق أرزاقهم.

قطاع يحتاج إلى الدعم

تعتبر الزراعة من المهن الأساسية التي يعمل بها معظم سكان ريف دير الزور، وهي مصدر الدخل الأول لهم، وسط آمال من المزارعين بانتعاش القطاع الزراعي من خلال توفير الدعم بأسعار مناسبة، واستصلاح الأراضي التي لم تعد صالحة للزراعة بسبب تسرب المياه داخلها وتشكّل الطعن (ظهور برك مياه على سطح التربة).

ويعاني القطاع الزراعي في دير الزور عديدًا من المشكلات، مثل موجات الحر في الصيف والصقيع في الشتاء، كما شهد موسم القمح 2024 انتشار حشرات السونة، التي أدت إلى تضرر المحصول في بعض المناطق.

وتواجه الزراعة في شمال شرقي سوريا، وخاصة في دير الزور، صعوبات عدة، منها غياب الدعم وارتفاع أسعار المحروقات، ومن أبرز المشكلات التي واجهت الفلاحين، انتشار ظاهرة “ملوحة التربة”  في أراضي الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

وأرجع فلاحون أسبابها إلى البطء في تنظيف وتأهيل مصارف المياه الزائدة، إذ يسبب تراكمها لأوقات طويلة ملوحة التربة.

وبحسب إحصائية قامت بها لجنة الري التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في المنطقة، فإن ما بين 2300 و2500 هكتار تعرضت للتملح، وصارت تربتها غير صالحة للزراعة.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *