غادرت 30 عائلة فلسطينية منازلها في منطقة نائية بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، الجمعة، قائلة إنها أجبرت على الخروج من موطنها بعد سنوات من المضايقات والعنف المستمر من المستوطنين الإسرائيليين.

وبدأت العائلات، التي تنتمي إلى قبيلة المليحات البدوية وتعيش في منطقة المعرجات التي يسكنها رعاة الأغنام في غور الأردن، بتفكيك المنازل المبنية بألواح من الحديد والخشب، وسط مخاوف من وقوع هجمات أخرى.

وقال محمود مليحات (50 عاماً)، وهو أب لسبعة أبناء: “المستوطنون مسلحون ويعتدون علينا، والجيش (الإسرائيلي) يحميهم، ولا نقدر على فعل شيء لهم، ولم نعد قادرين على التحمل.. لذلك قررنا الرحيل”.

وأضاف: “نريد أن نحافظ على أولادنا ونرحل من هنا”، واصفاً ذلك بأنه “أكبر ظلم في التاريخ”، وأشار إلى أنه يعيش في المنطقة منذ أن كان في العاشرة من عمره.

وخلال تفكيك فلسطينيين لبيوتهم، كان مستوطن إسرائيلي مسلح ببندقية وعدد من الجنود الإسرائيليين يراقبونهم.

وتواجه التجمعات الفلسطينية في غور الأردن، وهي منطقة قليلة السكان قرب نهر الأردن، مضايقات متزايدة من المستوطنين في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك أعمال عنف.

انتهاكات المستوطنين بحق الفلسطينيين

ووثق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) أعمال عنف متكررة من المستوطنين الإسرائيليين بحق الفلسطينيين في المعرجات قرب أريحا، حيث تعيش قبيلة المليحات.

وفي 2024، اقتحم مستوطنون مسلحون بالهراوات مدرسة فلسطينية، في حين اعترض مستوطنون مسلحون طريق مركبات تقل فلسطينيين في 2023 وأطلق بعضهم النار في الهواء ورشق آخرون المركبات بالحجارة.

ورداً على سؤال عن عنف المستوطنين في الضفة الغربية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحافيين، الاثنين، إن أي أعمال عنف من المدنيين غير مقبولة، مضيفاً أنه لا ينبغي أن يطبق الأفراد القانون بأيديهم.

ويقول نشطاء إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي تسارع في السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى تهجير فلسطينيين بقوا في أراضيهم تحت الاحتلال العسكري منذ استيلاء إسرائيل على الضفة الغربية في حرب 1967.

نكبة فلسطين الجديدة

وقالت ساريت ميخائيلي، ممثلة منظمة “بتسيلم”، إن قبيلة المليحات واجهت “عنفاً شديداً من المستوطنين” تضمن السرقة والتخريب والاعتداء، مضيفة أن المستوطنين أقاموا هذا الأسبوع موقعاً استيطانياً غير رسمي قرب المنطقة التي يقطنها الفلسطينيون.

وقالت إن الجيش لم يوفر الحماية للفلسطينيين من هجمات المستوطنين الذين ذكرت أنهم يتصرفون دون عقاب.

وقالت عالية مليحات (28 عاماً) إن التجمع البدوي الذي عاش هناك 40 عاماً أصبح الآن مشتتاً في أجزاء مختلفة من غور الأردن، بما في ذلك محافظة أريحا القريبة.

وأضافت: “بات الناس يهدمو بيوتهم بأيديهم ليرحلوا من هذه القرية التي سكنوها لعشرات السنين، والتي كانت بها أحلامهم.. في هذه القرية”، واصفة التهجير القسري لثلاثين عائلة بأنه “نكبة جديدة”.

وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية انتهاكاً لاتفاقيات جنيف التي تحظر توطين المدنيين على الأراضي المحتلة، لكن إسرائيل تزعم طوال الوقت أن المستوطنات “مشروعة ومبررة”.

ويُعد غور الأردن منطقة استراتيجية تقع على الحدود الشرقية للضفة، ويُشكل نحو ثلث مساحتها، لكنه يشهد منذ سنوات تضييقاً متزايداً على السكان الفلسطينيين، ضمن ما يُوصف بسياسات “التهجير الصامت”.

شاركها.