اخر الاخبار

الجدل بدأ من القميص… خبير رياضي يكشف المستور في كواليس المنتخب والرياضة السورية

في خضم التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها سوريا بعد سقوط النظام البائد، برزت الرياضة كأحد القطاعات التي تعاني من إرث ثقيل من الإهمال وسوء الإدارة. ورغم بصيص الأمل الذي رافق التغييرات الأخيرة في الهيئات الرياضية وظهور وجوه شابة في مواقع صنع القرار، إلا أن التحديات لا تزال كثيرة، بدءًا من البنية التحتية المتهالكة مرورًا بأزمات الأندية والمنتخبات، وصولاً إلى غياب السياسات الفعالة في دعم الرياضيين، وما أثار الجدل مع أول ظهور للمنتخبات السورية الرياضية كان قميص تلك المنتخبات باللون الجديد.

 

أزمة اللباس الرياضي… غياب القرار وتأثيره على صورة المنتخب

ظهر المنتخب السوري لكرة القدم لأول مرة بالزي الأخضر الجديد في مباراة تصفيات كأس آسيا ضد منتخب باكستان في 25 مارس 2025. أقيمت المباراة في ملعب محايد بسبب التحديات المستمرة في استضافة المباريات داخل سوريا، لكن لباس المنتخب أثار الجدل لتشابهه مع لباس أندية خليجية منها نادي الأهلي القطري، حيث يعتمد منتخب سوريا في لباسه على شركة “جاكو” لتصميم اللباس.

وعن هذا الموضوع، يقول الناقد حسين مصطفى في حديث لوكالة “ستيب الإخبارية”: “صحيح انتقادات كثيرة طالت لباس منتخبنا الوطني مؤخراً وهذه الانتقادات محقة لأن من المعيب ظهور منتخب سوريا بهذا التصميم الذي يرتديه أكثر من نادي في الخليج. وبعد التواصل مع الشركة الراعية، أوضحوا بأنهم فعلوا كل شيء بخصوص تصميم لباس خاص للمنتخب، ولكن المشكلة حالياً أنه لا يوجد صاحب قرار في اتحاد كرة القدم، والشركة بانتظار الاتحاد السوري الجديد لطرح عليه فكرة تصميم لباس خاص للمنتخب السوري.”

يؤكد هذا التصريح أن الأزمة لا تتعلق بالإمكانات بقدر ما تتعلق بغياب الإدارة والقرار، ما ينعكس سلباً على صورة المنتخب أمام جمهوره وأمام العالم.

ويستعد المنتخب السوري لخوض التصفيات المؤهلة لكأس آسيا بعد فشله بالتأهل المباشر، حيث سيواجه منتخبات أفغانستان وميانمار في يونيو وأكتوبر المقبلين، ويأمل متابعو المنتخب بأن يظهر بهذه المباريات بلباس جديد يعبّر عن هويته.

 

 

مستقبل المنتخب واستقطاب المغتربين… ضرورة لا خيار

أما عن مستقبل المنتخب السوري لكرة القدم، ومدى استمرار المدرب الحالي خوسيه لانا، يقول الناقد: “إلى الآن غير معروف إذا كان سيبقى المدرب خوسيه لانا مدرباً لمنتخب سوريا، وهذا القرار سيكون بيد الاتحاد السوري الجديد الذي سيتم انتخابه قريباً. ولكن شخصياً أرى لا سبب لإقالة المدرب الإسباني لأنه مدرب مميز، ويجب الاستفادة من هذا الأشهر للتحضير لكأس العرب أولاً وكأس آسيا ثانياً.”

وفيما يخص اللاعبين المغتربين، يشدد على أهمية إعادتهم: “يجب إيجاد الحلول لإعادة اللاعبين المغتربين في الأرجنتين وأوروبا إلى منتخبنا الوطني، لأن المنتخب بدونهم سيعاني كثيراً، والجميع أصبح يطالب بعودة اللاعبين المغتربين بعدما شاهد مستوى اللاعبين المتواضع أمام خصم متواضع اسمه باكستان.”

 

التحديات الهيكلية وعودة الدوري… الخصخصة هي الحل

وحول النشاط الرياضي المحلي، وخاصة عودة الدوري السوري، يتحدث مصطفى بصراحة: “من المفروض عودة الدوري في 10 نيسان الحالي، ولكن هذا التاريخ قابل للتعديل، وسيتم تأجيل بداية الدوري إلى وقت لاحق. مع مرور الوقت من الضروري خصخصة الأندية، ومن زمن بعيد نطمح بدخول الشركات الخاصة إلى الأندية المحلية، وحينها سنشاهد تطور الدوري والأندية المحلية.”

وهذا الطرح يعيد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة إصلاح هيكلي عميق يطال بنية الأندية وطبيعة تمويلها وإدارتها، في ظل غياب موارد مستدامة ودعم حقيقي.

 

وزارة الرياضة… بوابة الأمل الحقيقي

وفيما يتعلق بالتغييرات الأخيرة في الاتحادات الرياضية السورية، يوضح مصطفى أنه من المبكر إصدار الأحكام، لكن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل: “من الصعب الحكم على عمل من استلم مؤخراً لأنهم لم يبدأوا بالعمل الفعلي لحد الآن وعلينا انتظار بدء النشاط الرياضي لمشاهدة العمل والحكم بعدها. ولكن أنا حتماً مع التغيرات، والأسماء الجديدة أسماء شابة وتدعو للتفاؤل، وهم أساساً لاعبو منتخبات سوريا سابقاً.”

وفي خطوة طال انتظارها، تم إنشاء وزارة جديدة تُعنى بالرياضة والشباب، وهو ما يعتبره حسين مصطفى إنجازاً مفصلياً: “وزارة الرياضة الحلم الذي كان ينتظره كل الرياضيين والجمهور الرياضي، والآن تحقق هذا الحلم والجميع متفائل جداً بهذه الوزارة. وزارة الشباب والرياضة تختلف عن الاتحاد الرياضي العام، والوزارة سيكون لها ميزانية حكومية لدعم الرياضة السورية، وهذا حتماً سيكون عاملاً إيجابياً لتطور الرياضة والرياضيين السوريين.”

وفي 29 مارس 2025، تم تعيين محمد سامح حامض كأول وزير للرياضة والشباب في سوريا، وذلك في إطار تشكيل الحكومة السورية الجديدة. قبل توليه هذا المنصب، كان الحامض يشغل منصب رئيس الاتحاد الرياضي العام، حيث تم تكليفه بهذه المهمة في ديسمبر 2024 خلفًا لفراس معلا.

 

طريق طويل لكنه واعد

ويبدو أن الرياضة السورية تقف عند مفترق طرق؛ بين الماضي المثقل بالمشاكل وسوء الإدارة، والحاضر الذي يحمل فرصاً حقيقية للتغيير. ورغم التحديات الكبيرة، فإن التغييرات الجديدة وظهور وزارة مختصة، إلى جانب الحاجة الملحة لاستقطاب الكفاءات سواء من المغتربين أو المحليين، قد تشكل قاعدة لانطلاقة رياضية جديدة. المهمة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة أيضاً، خاصة إذا ما توفرت الإرادة والإدارة.

الجدل بدأ من القميص… خبير رياضي يكشف المستور في كواليس المنتخب والرياضة السورية

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *