كشفت تجربة سريرية قادها باحثون من كلية لندن الجامعية أن الجراحة هي الخيار الأكثر فاعلية لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن مقارنة باستخدام المضادات الحيوية طويلة المدى، وهو ما يمثل نقطة تحول في طرق علاج هذا المرض واسع الانتشار.

يُعد التهاب الجيوب الأنفية المزمن من أكثر أمراض الأنف شيوعاً، إذ يصيب نحو واحد من كل 10 بالغين حول العالم، إذ يشكو المرضى من انسداد وسيلان الأنف، وفقدان حاسة الشم، وآلام في الوجه، وإرهاق مستمر، بل وتفاقم مشكلات التنفس مثل الربو.

وعلى الرغم من تشابهه مع أعراض نزلة البرد، إلا أن هذا الالتهاب قد يستمر شهوراً أو سنوات.

طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن

  1. العلاج الدوائي

    • بخاخات الكورتيزون الأنفية لتقليل الالتهاب.

    • غسول الأنف بالمحلول الملحي لتنظيف المخاط والجراثيم.

    • مضادات حيوية (في حال وجود عدوى بكتيرية).

    • أدوية مضادة للفطريات (إذا كان السبب فطرياً).

    • أدوية مضادة للهستامين (في حال وجود حساسية مرافقة).

  2. العلاج غير الدوائي

    • استنشاق البخار لتخفيف انسداد الأنف.

    • شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على سيولة المخاط.

    • تجنب المهيجات مثل التدخين والهواء الملوث.

  3. التدخل الطبي المتقدم

    • العلاج بالستيرويدات الفموية لفترة قصيرة في الحالات الشديدة.

    • العلاج المناعي (للأشخاص الذين يعانون من حساسية مزمنة مرافقة).

  4. الجراحة

    • جراحة المناظير للجيوب الأنفية (FESS) لإزالة الانسدادات أو الزوائد الأنفية.

    • توسيع فتحات الجيوب لتسهيل تصريف الإفرازات.

شارك في التجربة السريرية أكثر من 500 مريض من مختلف مناطق بريطانيا، حيث تلقى جميع المشاركين العلاجات المعتادة المتمثلة في بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفي وغسول المحلول الملحي، وهي وسائل أثبتت فاعلية جزئية في التخفيف من الأعراض.

وبعد ذلك تم توزيعهم بشكل عشوائي على ثلاث مجموعات، الأولى خضعت لجراحة في الجيوب الأنفية، والثانية تناولت مضادات حيوية بجرعات منخفضة على مدى ثلاثة أشهر، بينما حصلت المجموعة الثالثة على أقراص وهمية لا تحتوي على مادة فعالة.


الجراحة أثبتت فاعليتها في تقليل أعراض التهاب الجيوب المزمن بشكل ملحوظ، بينما لم تظهر المضادات الحيوية أي فائدة تذكر

“كارل فيلبوت” الباحث في جامعة إيست أنجليا البريطانية

أظهرت النتائج، المنشورة في دورية “لانسيت” (The Lancet) أن 87% من المرضى الذين خضعوا للجراحة شعروا بتحسن واضح في نوعية حياتهم بعد 6 أشهر، مع استمرار تراجع الأعراض.

في المقابل، لم تظهر المضادات الحيوية فائدة تُذكر مقارنة بالعلاج الوهمي، ما يضع علامات استفهام كبيرة بشأن جدوى استخدامها طويل الأمد في هذه الحالات.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، كارل فيلبوت، الباحث في جامعة إيست أنجليا البريطانية، إن الجراحة أثبتت فاعليتها في تقليل أعراض التهاب الجيوب المزمن بشكل ملحوظ، بينما لم تظهر المضادات الحيوية أي فائدة تُذكر، معتبراً أن هذه النتيجة قد تغير قواعد العلاج عالمياً.

من جهتها، أكدت المؤلفة المشاركة في الدراسة، كلير هوبكنز، من مستشفى جايز في لندن، أن نتائج التجربة ستمنح المرضى والأطباء ثقة أكبر في اللجوء للجراحة، خصوصاً مع القيود المفروضة على إتاحتها في بعض المناطق البريطانية.

واعتبرت أن الدراسة وفرت أدلة قوية على فاعلية الجراحة عندما تفشل العلاجات الموضعية، مشيرة إلى أن نجاحها يعكس قوة التعاون البحثي بين الجامعات والمؤسسات الطبية في المملكة المتحدة.

شاركها.