في تصعيد دبلوماسي جديد، قررت الجزائر، اليوم السبت، سحب كافة بطاقات امتياز الدخول إلى المواني والمطارات الجزائرية التي كانت ممنوحة لسفارة فرنسا في الجزائر، وذلك في إطار التطبيق الصارم لمبدأ المعاملة بالمثل.

الجزائر تتخذ خطوة تصعيدية ضد فرنسا

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الجـزائرية فقد “جاء هذا القرار عقب استدعاء القائم بأعمال سفارة فرنسا بالجـزائر، اليوم مجددا، للاحتجاج على استمرار العراقيل التي تواجهها سفارة الجـزائر في باريس، بشأن إيصال واستلام الحقائب الدبلوماسية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية الملزمة للحكومة الفرنسية”.

وأضاف البيان: “أن هذه العراقيل، التي كانت مقتصرة في البداية على سفارة الجـزائر بباريس، امتدت لتشمل المراكز القنصلية الجزائرية في فرنسا، رغم تعهد وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية بإعادة النظر في هذا الإجراء”.

يأتي هذا القرار في وقت تقترب فيه العلاقات بين البلدين من القطيعة بسبب التصعيد المتبادل، فيما أدت أزمة اعتقال الكاتب الفرنسي من أصل جزائري بوعلام صنصال والحكم بسجنه خمس سنوات رغم الدعوات للإفراج عنه بسبب وضعه الصحي وتقدمه في السن، إلى مزيد تأجيج التوتر.

وكان وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو توعّد منذ نحو أسبوع بفرض إجراءات مشددة على النخبة الجـزائرية في فرنسا متهما إياها بتشوية صورة بلاده، داعيا إلى مراجعة اتفاق الهجرة المبرم في العام 1968 والذي يمنح المهاجرين الجزائريين العديد من الامتيازات.

ويتبادل البلدان الاتهامات والتصريحات التي تعكس عمق الخلافات، خاصة من جانب وزير الداخلية الفرنسي، الذي حمّلته الجـزائر “المسؤولية الكاملة” عن التصعيد الأخير.

وتطالب فرنسا السلطات الجزائرية باستعادة رعاياها “غير المرغوب بهم” على أراضيها وخاصة الذين صدرت بحقهم أحكام ترحيل في قضايا مختلفة، بينما ترفض الأخيرة ما تعتبره “تضييقا” على مواطنيها متهمة باريس باستخدام هذا الملف كورقة ضغط.

كما شهدت العلاقات توترات سابقة بسبب قضايا تتعلق بالتدخلات الأمنية وطرد دبلوماسيين واعتقال شخصيات، مثل قضية المؤثر الجـزائري أمير بوخرص والصحافي الفرنسي المتخصص في كرة القدم كريستوف غليز الذي حكمت عليه محكمة جزائرية الشهر الماضي بالسجن 7 سنوات بتهم من بينها “تمجيد الإرهاب”.

وتثير الأزمة الدبلوماسية بين باريس انقساما في الساحة الفرنسية بين شقّ يدفع من أجل استخدام كافة أوراق الضغط التي تمتلكها باريس من أجل وضع حد للتصعيد الجـزائري، وشق آخر، يضم العديد من الشخصيات وأحزاب من اليسار، ويحث على تفعيل الحل الدبلوماسي بهدف طي صفحة الخلاف وبالتالي إعادة الدف إلى العلاقات مع شريك تاريخي.

الجزائر تتخذ خطوة تصعيدية ضد فرنسا

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.