الجفاف وغلاء الأعلاف يضعفان تجارة المواشي بالحسكة
الحسكة – مجد السالم
تسبب الجفاف وقلة الأمطار التي تشهدها الحسكة في الأشهر الماضية بتراجع حركة البيع والشراء لمختلف أنواع المواشي، إذ اشتكى التجار ومربو الماشية من “جمود” في الأسواق المحلية.
يتوجه مربي الماشية سامر الحسين (40 عامًا) بشكل شبه يومي إلى سوق الماشية (يعرف محليًا باسم علوة الغنم) بناحية تل حميس جنوبي القامشلي، بقصد التجارة بالقطيع الذي يملكه، لكنه في كل مرة يبيع عددًا قليلًا من الرؤوس، وأحيانًا يعود بالقطيع كما هو.
وقال المربي ل، إن التجار “يخشون من انحباس الأمطار حاليًا”، وبالتالي قلة المراعي المجانية الطبيعية، وارتفاع أسعار الأعلاف، ما يتسبب بانخفاض أسعار الماشية، نتيجة قلة الطلب، وبالتالي تعرضهم لخسائر مالية بشكل مستمر.
احتكار للأعلاف
رصدت غلاء في أسعار الأعلاف بشكل عام، وقال خالد المحمود (50 عامًا)، ويعمل “سمسارًا” (دلّال) في سوق الماشية بناحية تل حميس (الدلّال هو الشخص الذي يعقد صفقة البيع بين الشاري والبائع لقاء نسبة معيّنة)، إن بعض تجار الأعلاف بدؤوا يحتكرون المادة العلفية حتى ترتفع أسعارها بشكل أكبر.
وأضاف أن ذلك أثر سلبًا على رغبة التجار بشراء عدد أكبر من الماشية، في حين تقتصر “صفقات” البيع والشراء (أطرافها ليسوا تجارًا) على عدد قليل من رؤوس الماشية.
وعن أسعار الأعلاف قال تجار ل، إن سعر طن النخالة 2.5 مليون ليرة سورية (220 دولارًا أمريكيًا)، وطن التبن الأبيض نحو مليون ليرة سورية (87 دولارًا).
ويبلغ سعر طن الشعير نحو 3.5 مليون ليرة (305 دولارات)، وطن الخبز اليابس ثلاثة ملايين، عدا عن إيجارات النقل والتحميل، بينما كانت أسعار الأعلاف نحو نصف القيمة الحالية، قبل أقل من شهرين.
الأمطار تؤثر في الأسعار
“السمسار” خالد أضاف ل أن تربية الماشية ومدى الإقبال على التجارة بها يرتبط بمعدلات هطول الأمطار في المنطقة، إذ يتأثر هذا القطاع الذي يعتبر مصدر دخل لشريحة كبيرة من سكان المنطقة “بما تجود به السماء”.
حسين الدرد (54 عامًا) من قرية الهرمة جنوب القامشلي، يمتلك قطيعًا من الماشية، قال ل، إن المربين يعتمدون على الزبائن العاديين لبيع مواشيهم، فالتجار حاليًا متوقفون عن البيع والشراء بالرغم من انخفاض الأسعار.
وذكر أن رأس الغنم الواحد يستهلك حاليًا بشكل يومي نحو كيلو شعير مع ثلاثة كيلوغرامات تبن، وهذا مكلف جدًا “ويجعل العلف أغلى من الغنم”.
وعن الأسعار الحالية، بحسب ما علمته من مربي الأغنام، فإن سعر النعجة مع خروفها الصغير يتراوح بين مليون ومليون ونصف ليرة، ورأس الماعز الواحد بمليون ليرة، والخروف (الكبش) نحو ثلاثة ملايين، مضيفًا أن الأسعار انخفضت 40% عن السابق.
وبحسب حديث مربي الماشية حسين الدرد، ومربين آخرين ل، فإن قطاع تربية الأغنام يعاني شح الدعم بالأعلاف، فكل قرية أو منطقة تضم مربين للأغنام تسجل على الأعلاف من قبل “الكومين” التابع لـ”الإدارة الذاتية”، وسط وعود بتوفيرها “لكن دون جدوى”، علمًا أن هناك فارقًا في السعر بين الأعلاف في “السوق الحرة” وتلك المدعومة من قبل “الإدارة الذاتية” بنحو 50%، إذ تقدم “الإدارة” عشرة كيلوغرامات من الأعلاف لكل رأس ماشية لمرة واحد فقط بالعام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي