اخر الاخبار

الجنرال السابق برابوو يؤدي اليمين رئيساً جديداً لإندونيسيا

أدى الجنرال السابق برابوو سوبيانتو، اليمين الدستورية رئيساً لإندونيسياً، الأحد، متوجاً صعوداً دام 26 عاماً، أعقب إقالته من الجيش بسبب “انتهاكات” مزعومة لحقوق الإنسان، ترتبط باحتجاجات أطاحت بصهره السابق، والديكتاتور الراحل محمد سوهارتو.

وأصبح قائد القوات الخاصة السابق، رئيس ثالث أكبر ديمقراطية في العالم بعد فوزه في الانتخابات بسياسات مثل الوجبات المجانية لأطفال المدارس، وتعيين نجل الرئيس المنتهية ولايته نائباً له.

وفاز سوبيانتو البالغ من العمر 73 عاماً، في الانتخابات التي أجريت في 14 فبراير الماضي بنحو 60% من الأصوات، وقضى الأشهر التسعة الماضية في بناء ائتلاف برلماني هائل.

وأصبح برابوو، الذي يرتدي قبعة سوداء تقليدية وبدلة زرقاء، رسمياً رئيس إندونيسيا الثامن، صباح الأحد، بعد أن أدى اليمين الدستورية خلال مراسم في البرلمان الإندونيسي، وسط إجراءات أمنية مشددة.

قضايا داخلية

وقال برابوو، الذي ترشح للرئاسة مرتين من قبل، في خطاب ألقاه أمام المشرعين بعد أدائه اليمين الدستورية إنه سيكون رئيساً لجميع الإندونيسيين، حتى أولئك الذين لم يصوّتوا لصالحه، مشيراً إلى أن هناك قضايا داخلية في البلاد يجب معالجتها، بما في ذلك الفساد.

وأضاف برابوو: “هل ندرك أن شعبنا وأطفالنا يعانون من سوء التغذية؟ الكثير من أبناء شعبنا ليس لديهم وظائف جيدة. والعديد من مدارسنا مهملة”.

وتابع “سيداتي وسادتي، علينا أن نتحلى بالشجاعة عند النظر إلى كل هذا، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة لحل كل هذه المشكلات”.

وانضم إليه في مراسم أداء اليمين نائبه، جبران راكابومينج راكا (37 عاماً)، الابن الأكبر للرئيس المنتهية ولايته جوكو “جوكوي” ويدودو.

وبينما كانا يشقان طريقهما إلى القصر الرئاسي في أجواء تشبه المهرجان، رحب بهما الآلاف من المؤيدين الذين يلوحون بالأعلام، ويحتشدون في شوارع جاكرتا التي تملأها صور الزعيم الجديد.

بصمات الرئيس السابق

وترك جوكوي بصمات لا تمحى على الدولة التي يبلغ عدد سكانها 280 مليون نسمة، حيث ترأس فترة من النمو الاقتصادي القوي، وتطوير البنية التحتية الضخمة.

ومع ذلك، قال منتقدون أيضاً إن حكمه شابه زيادة المحسوبية القديمة، وسياسات الأسرة الحاكمة، محذرين من تراجع النزاهة في المحاكم ومؤسسات الدولة الأخرى.

وفرضت الشرطة والجيش الإندونيسي، إجراءات أمنية مشددة، ونشرت ما لا يقل عن 100 ألف فرد في جميع أنحاء المدينة، بما في ذلك القناصة ووحدات مكافحة الشغب.

وقال حسن نصبي، رئيس جهاز الاتصالات الرئاسية، إنه من المتوقع أن يلتقي برابوو بشخصيات أجنبية، بما في ذلك عدد من رؤساء الدول، في وقت لاحق الأحد في القصر الرئاسي.

وقالت الصين إنها سترسل نائب الرئيس، هان تشنج، لحضور مراسم التنصيب. وترأس وفد الولايات المتحدة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد.

“مرشح الاستمرارية”

وخلال حملته الانتخابية، قدم برابو نفسه للناخبين والمستثمرين على حد سواء باعتباره “مرشح الاستمرارية”. ووضع هدفاً لتسريع النمو الاقتصادي، وتعهد بتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج المواد الغذائية الأساسية، وأشار إلى دور أكثر نشاطاً على الساحة العالمية.

ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان، إن الاتهامات السابقة ضد برابوو بالتورط في “اختطاف نشطاء طلابيين”، و”انتهاكات حقوق الإنسان” في بابوا وتيمور الشرقية، أثارت أيضاً القلق بشأن مسار الديمقراطية في إندونيسيا.

ولطالما أنكر برابوو هذه الاتهامات، التي أدت إلى إقالته من الجيش في عام 1998، وهو نفس العام الذي تحررت فيه إندونيسيا من حكم سوهارتو الذي دام عقوداً.

عودة قوية

وأشارت “بلومبرغ” إلى أن مراسم التنصيب تمثل “عودة قوية” لرجل واجه ذات يوم عقوبات فرضها الغرب، وفشل في محاولتين انتخابيتين ضد الرئيس الذي يحل محله، جوكو ويدودو.

وساعد تغيير طرأ على منصات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات التي جرت في فبراير الماضي، في إعادة تشكيل صورة برابوو إلى صورة الجد المحب، الذي تعهد بتوفير وجبات مجانية للطلاب بمليارات الدولارات، كما تعهد بالحفاظ على سياسات الرئيس المنتهية ولايته، المعروف باسم جوكوي، التي تصب في صالح الأعمال التجارية.

ولكن أهداف برابوو الأكثر طموحاً تتضمن تحويل الدولة مترامية الأطراف الواقعة في جنوب شرق آسيا إلى الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم، وتحديد هدف نمو سنوي بنسبة 8% في غضون العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة. 

وفي غضون ذلك، سيراقب منتقدون ما إذا كانت إندونيسيا تواجه تراجعاً ديمقراطياً، بعد أن أمضى جوكوي سنوات في تعزيز النخبة السياسية في البلاد.

ونقلت “بلومبرغ” عن ديدي دينارتو، من شركة Global Counsel للاستشارات، قوله: “رئاسة برابوو تعد بمزيج من الحماسة القومية والحكم البراجماتي. ومن المتوقع أن يكون أسلوب قيادته أكثر نفوذاً من أسلوب الرئيس المنتهية ولايته جوكوي، وهو ما قد يجلب استقراراً سياسياً أكبر. ومع ذلك، ثمة مخاوف من أن هذا ربما يأتي على حساب الحريات السياسية”.

ويتولى برابوو منصبه بعد أن ورث اقتصاداً نما بمعدل ثابت بلغ نحو 5% خلال العقد الماضي، لكنه واجه صعوبات في التوسع أكثر من ذلك.

وبصفته وزيراً للدفاع في حكومة جوكوي، قام برابوو بتحديث الجيش في البلاد، وشراء طائرات مقاتلة فرنسية الصنع طراز “رافال”، وتأمين غواصات إضافية، كما أعطى الأولوية لتعزيز الشراكات الدفاعية مع الولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية.

تحالف مع جوكوي

ولفتت “بلومبرغ” إلى أنه من أجل الوصول إلى الرئاسة، شكل برابوو تحالفاً مع جوكوي تضمن ترشيح نجل الرئيس المنتهية ولايته البالغ من العمر 37 عاماً، جبران راكابومينج، نائباً له.

كما تعهد برابوو بمواصلة بناء العاصمة الوطنية الجديدة التي أنشأها جوكوي على جزيرة بورنيو، وهو مشروع تبلغ تكلفته نحو 30 مليار دولار أميركي، الذي يمكن أن يشكل “وسيلة مكلفة لصرف الانتباه باهظ التكلفة”، بحسب “بلومبرغ”.

وفي مقابل ولائه، نجح برابوو في تأمين أنصار رئيسيين في الطبقة الحاكمة القوية، بما في ذلك بعض الوزراء الحاليين، الذين ربما يحتفظون بمناصبهم في حكومته. ويبدو أنه نجح في تعزيز دعم الأغلبية في البرلمان كجزء من ائتلاف كبير كان سلفه يؤيده.

وقال برابوو في قمة استثمارية عقدت هذا الشهر: “يتعين علي أن أشكل ائتلافاً كبيراً. وسوف يقال: “حسناً، إن حكومة برابوو حكومة سمينة”. وسيعلن برابوو عن اختياراته الوزارية بعد تنصيبه.

وللمساعدة في تمويل برنامج الوجبات المدرسية، الذي تبلغ تكلفته 29 مليار دولار والمبادرات الجديدة الأخرى، وعد برابوو بزيادة العائدات الضريبية إلى 14% 16% من الناتج المحلي الإجمالي وخفض الإنفاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *