الجولاني يطلب من بوتين تسليم بشار الأسد.. صفقة جديدة تلوح في الأفق؟
وطن في خطوة مفاجئة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي السوري، طالب أحمد الجولاني، قائد الإدارة السورية الجديدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي يقال إنه فرّ إلى موسكو بعد سقوط نظامه في 8 ديسمبر الماضي. الطلب جاء خلال لقاء رسمي هو الأول من نوعه بين وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وقيادات الإدارة الجديدة في دمشق.
ورغم أن روسيا امتنعت عن كشف طلبات الجولاني خلال اللقاء، إلا أن مصادر سورية مطلعة أكدت أن دمشق وضعت شرطًا واضحًا لموسكو: تسليم الأسد مقابل الحفاظ على المصالح الروسية في البلاد. وكانت روسيا، الحليف الأبرز للأسد طوال سنوات الحرب، قد وفّرت له الحماية والدعم العسكري والسياسي، مما يثير تساؤلات حول مدى استعدادها الآن لتقديمه كـ”ورقة تفاوض” للإدارة السورية الجديدة.
موسكو تسعى إلى الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، ولا سيما قاعدتيها البحرية في طرطوس والجوية في حميميم، وهما موقعان استراتيجيان يمنحانها موطئ قدم قوي في شرق المتوسط. ومع تغير المعادلة السياسية في دمشق، تخشى روسيا من خسارة نفوذها إذا لم تتكيف مع الوضع الجديد.
في المقابل، الإدارة السورية الجديدة تسعى لإعادة بناء الثقة بين الشعب السوري وروسيا، مطالبة موسكو بإجراءات ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار كخطوات أولى لإصلاح العلاقات. ووفق وكالة الأنباء السورية “سانا“، فإن دمشق ترى في تسليم الأسد اختبارًا حقيقيًا لجدية روسيا في التعامل مع الواقع الجديد.
يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لروسيا التخلي عن الأسد بهذه السهولة؟ رغم أن بوتين كان أحد الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد، إلا أن التحولات السياسية والعسكرية في سوريا قد تجبره على إعادة النظر في تحالفاته. فإذا وجدت موسكو أن الحفاظ على علاقاتها مع الإدارة الجديدة أكثر فائدة من التمسك بالأسد، فقد تجد نفسها مضطرة للتضحية به مقابل مصالحها الأكبر في المنطقة.
المشهد في سوريا يتغير بسرعة، ولقاء الجولاني والوفد الروسي قد يكون نقطة تحول في العلاقة بين موسكو ودمشق. الأيام القادمة ستحمل إجابات حاسمة حول مصير الأسد، وما إذا كان بوتين سيختار الاستمرار في دعمه أو التخلي عنه لصالح مستقبل أكثر استقرارًا لروسيا في سوريا.
نجا من التسمم.. محاولة اغتيال الأسد في موسكو