الجيش الأميركي يختبر أكبر سلاح ليزر مضاد للطائرات المسيّرة

استخدم الجيش الأميركي أسلحة الطاقة الموجهة (الليزر) لتدمير أنظمة جوية مسيَّرة، خلال مناورات واسعة النطاق أجريت مؤخراً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي إطار مناورات “باليكاتان” العسكرية بين الولايات المتحدة والفلبين، نشر الجيش الأميركي نظام سلاح الطاقة الموجهة IFPC-HPM (DE)، لمواجهة أسراب الطائرات المسيَّرة التدريبية، ويُعد من بين الأكبر في العالم، بحسب مجلة The National Interest.
ويُصدر هذا السلاح، الذي استُخدم لأول مرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، شعاعاً من طاقة الموجات الدقيقة التي يمكنها تعطيل أو تدمير الطائرات المسيَّرة المعادية.
هزيمة الطائرات المسيَّرة
وقال براي ماكولوم، قائد بطارية القدرة على حماية الحرائق المتكاملة (IFPC) الأميركية، في بيان، إنه خلال هذا الاختبار، تمكنت الولايات المتحدة من إثبات قدرتها على هزيمة أسراب الطائرات المسيَّرة بنجاح في بيئة استوائية باستخدام تأثيرات متعددة الطبقات.
وعملت القوات البرية الأميركية جنباً إلى جنب مع قوات مشاة البحرية، والجيش الفلبيني خلال التدريبات.
وكانت الوحدة المسؤولة عن سلاح الليزر المضاد للطائرات المسيَّرة هي فرقة العمل الأولى متعددة المجالات 1MDTF، وهي وحدة على مستوى مسرح العمليات، تابعة للقيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (INDOPACOM).
وعلى هذا النحو، فهي تتمتع بمرونة أكبر بكثير من الوحدات العسكرية التقليدية، حيث تنتشر عبر منطقة عمليات واسعة، وتدعم المهام المختلفة.
وتم إنشاء الوحدة خصيصاً لمواجهة التهديد الذي تشكله مظلة الصين المضادة للوصول والمنع الجوي (A2/AD)، والتي تستخدم أنظمة مضادة للسفن والطائرات لإنشاء دفاع متعدد الطبقات ضد حاملات الطائرات والمقاتلات الأميركية.
وتتمثل مهمة هذه الوحدة في مزامنة قدرات إطلاق النار الدقيق بعيدة المدى، وإنشاء دفاع متعدد الطبقات يهدف إلى خلق تهديدات متعددة للخصوم.
وحقق هذا المفهوم نجاحاً كبيراً، ويعمل الجيش الأميركي على إنشاء عدد قليل من فرق العمل الإضافية، متعددة المجالات، والتي سيتم نشرها في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم.
حرب الطائرات المسيَّرة
ولا تُمثّل أنظمة الطائرات المسيَّرة مستقبل الحروب فحسب، بل إنها موجودة بالفعل، وتشكل كيفية تخطيط القوات العسكرية وتكتيكاتها القتالية، وذلك وفق مجلة The National Interest.
وعلى سبيل المثال، في الحرب الروسية الأوكرانية، يعتمد الطرفان على الطائرات المسيَّرة في تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، باستخدام الآلاف (أو عشرات الآلاف) منها كل شهر.
وتوجد طريقتان رئيسيتان يمكن للمقاتلين من خلالهما إسقاط طائرة مسيَّرة معادية، وذلك من خلال إطلاق نيران أرضية، أو صواريخ، أو ليزر.
وعادة ما تكون سرعة الطائرات المسيَّرة منخفضة نسبياً، ما يمنح القوات البرية ميزة، ولكنها عادة ما تكون أصغر بكثير من الطائرات المأهولة، ما قد يُشكل بعض الصعوبات في إصابتها بالنيران الأرضية.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الطائرات المسيَّرة المستخدمة على نطاق واسع في ساحة المعركة في روسيا وأوكرانيا رخيصة للغاية، ما يجعل استخدامها بأعداد كبيرة أمراً اقتصادياً، وهو ما قد يهيمن على الدفاعات الجوية للعدو بشكل تام.