
الخرطوم تطرح على موسكو صفقة ثقيلة: أول قاعدة بحرية روسية في أفريقيا على البحر الأحمر، باتفاق يمتد 25 عامًا ويضم 300 جنديًا و4 سفن حربية بينها قطع نووية. خطوة تعيد سباق الأساطيل إلى المياه الدافئة في لحظة يزدحم فيها البحر الأحمر بالمتنافسين.
الجيش السوداني لا يقدّم ذلك مجانًا. يريد دفاعًا جويًا، أسلحة متطورة، وصفقات تعيد له التوازن في مواجهة قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا. وحتى الذهب حاضر في الصفقة، إذ يمنح الاتفاق موسكو وصولًا إلى معلومات حساسة عن الامتيازات في بلد يُعد ثالث أكبر منتج أفريقي.
واشنطن دخلت حالة قلق واضحة؛ فالمشكلة ليست في اختيار الخرطوم، بل في دخول روسيا مباشرة إلى أهم ممر بحري في العالم. البحر الأحمر الذي تتشابك فوقه واشنطن وبكين منذ سنوات، يجد لاعبًا جديدًا يزاحم من البوابة السودانية.
الحرب هي التي فتحت هذا الباب. موسكو حاولت سابقًا دخول بورتسودان، لكن الانهيار الداخلي غيّر المعادلات. السودان اليوم رقعة نفوذ تتحرك فوقها القوى الكبرى، والقاعدة الروسية ليست مبنى على الساحل، بل إعلان أن البحر الأحمر دخل مرحلة صراع جديدة تُبنى على حساب بلد لا يزال يبحث عن استقراره المفقود.
