الجيش السوداني يتصدى لهجمات على عطبرة والفاشر

قال شهود عيان لـ”الشرق” الأحد، إن قوات الدعم السريع استهدفت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، بالطائرات المُسيرة، وإن الجيش تصدى لها بالمضادات الأرضية، فيما أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بمغادرة قواته الخرطوم، لكنه تعهد بـ”عودة أقوى”.
ولم تُسجل إصابات أو خسائر بشرية حتى الآن، جراء الهجوم، بحسب شهود العيان.
وكانت لجنة أمن مدينة عطبرة قد حظرت صلاة العيد في الساحات والميادين، وحصرتها في داخل المساجد تخوفاً من هجمات الدعم السريع بالطيران المُسير.
وأعلن الجيش السوداني الأسبوع الماضي، استعادة السيطرة على مواقع جديدة في العاصمة الخرطوم، بما فيها القصر الجمهوري والوزارات السيادية، ومطار الخرطوم الدولي.
هجوم على الفاشر
بدورها، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، إن قوات الدعم السريع قصفت مدينة الفاشر بشمال دارفور بشكل مكثف ليل السبت، حيث استهدفت المدينة بأكثر من 45 قذيفة مدفعية. وتعهد قائد الفرقة السادسة بـ”فك حصار مدينة الفاشر قريباً”.
وتقع مدينة الفاشر تحت حصار قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، بهدف السيطرة على آخر معاقل الجيش في الإقليم المنكوب.
وتتمتع الفاشر بأهمية استراتيجية وعسكرية تأتي من موقع ولاية شمال دارفور نفسها، فهي ولاية حدودية تجاور دولتين هما تشاد وليبيا، وتحد 7 ولايات.
حميدتي: “الحرب في بدايتها”
وفي خطاب صوتي مسجل بمناسبة عيد الفطر، أقر حميدتي الأحد، بالخروج من العاصمة الخرطوم، ووقوع انسحابات في مدينة أم درمان وما أسماه بـ”إعادة تموضع”، وقال إن إدارة العمليات “هي من تتخذ القرارات بشأن الانسحابات”.
وقال: “خرجنا من الخرطوم لكن نؤكد لكم أننا عائدون أشد قوة”، معتبراً أن الحرب “لم تنتهِ، بل إنها في بدايتها”.
وجاء ذلك في أول تصريح له منذ إعلان هزيمة قوات الدعم السريع وطردها من معظم أنحاء العاصمة على يد الجيش السوداني.
البرهان: لا تفاوض
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، السبت، إن “الفظائع” التي اُرتكبت في حق الشعب السوداني خلال الحرب تجعل الخيارات “صفرية في التعامل مع هؤلاء المجرمين وداعميهم”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وجدد البرهان خلال خطاب وجهه للسودانيين بمناسبة عيد الفطر، تأكيد موقفه الرافض للتفاوض مع الدعم السريع قائلاً: “أقول لهم بصوت الشعب النازح والمُهجر، والذي نهبت أمواله والمحاصر والأمهات الثكالى والأطفال الأيتام والشهداء إننا لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء”.
وأشار إلى أن الحرب التي تدخل عامها الثالث “فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحروب”، محملا الدعم السريع مسؤولية إشعالها.
واعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني، أن طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً وطريقه واضح وهو “أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو على الباغي تدور الدوائر”.
وأضاف أن من الممكن منح العفو للمقاتلين الذين يلقون أسلحتهم خاصة أولئك الموجودين في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع.
والسبت، أعلن الجيش السوداني، أنه سيطر على سوق رئيسية في مدينة أم درمان كانت تستخدمها قوات “الدعم السريع” لشن هجمات.
وقال الجيش السوداني في بيان “قواتنا تبسط سيطرتها على سوق ليبيا بأم درمان، وتستولي على أسلحة ومعدات خلَّفها العدو أثناء فراره”.