اخر الاخبار

الجيش السوداني يستعيد “ود مدني”.. والدعم السريع: خسرنا جولة

أعلن الجيش السوداني، السبت، دخول مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، فيما قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي، “خسرنا جولة اليوم، ولم نخسر المعركة”.

ونشر الجيش مقطعاً مصوراً ظهر فيه جنود داخل مدينة ود مدني، وقال، في بيان صحافي، إن هيئة قيادة القوات المسلحة تهنئ الشعب بدخول القوات للمدينة، وأنها “تعمل الآن على نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة”.

وتابع الجيش: “نؤكد لشعبنا الأبي أن قواتكم المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور”. كما هنأت وزارة الخارجية السودانية الشعب بـ”الانتصار العظيم الذي تحقق اليوم باستعادة مدينة ود مدني الشامخة، برمزيتها التاريخية والوطنية والثقافية الكبرى”، بحسب بيان صحافي.

“كرّ وفرّ”

في المقابل، أقرّ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بفقدان السيطرة على ود مدني، قائلاً في تسجيل صوتي، “خسرنا جولة ولم نخسر المعركة”، وأرجع سبب انتصار الجيش السوداني إلى “التفوق الجوي”، معتبراً أن تلك الجولة “جاءت في إطار الكر والفر”.

وستمثل استعادة الجيش السوداني السيطرة على ولاية الجزيرة بأكملها، نقطة تحول في الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023، وسط خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، ما تسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومعاناة نصف السكان من الجوع.

ورغم تاريخها الطويل بوصفها مركزاً تجارياً زراعياً، يصف خبراء مدينة ود مدني، بأنها “منطقة معرضة لخطر المجاعة؛ بسبب الحصار الناجم عن الصراع”.

حملة مكثفة

وكثف الجيش السوداني حملته لاستعادة ولاية الجزيرة في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن بسط سيطرته على ولاية سنار في الجنوب، وزاد من عدد ضرباته الجوية التي كثيراً ما تصيب مدنيين.

وأعلن قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة انشقاقه وانضمامه للقتال إلى جانب صفوف الجيش في أكتوبر الماضي، وشاركت قواته في عمليات، السبت.

وواصل الجيش عملياته في مدينة بحري شمال منطقة العاصمة، حيث حقق تقدماً في الأشهر القليلة الماضية.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناطق في غرب البلاد، وتقاتل قوات الجيش من أجل السيطرة على الفاشر، آخر معقل لها في إقليم دارفور.

ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع أيضاً “قتالاً عنيفاً للسيطرة على ولاية النيل الأبيض جنوب السودان”.

مدينة استراتيجية

وتمثل السيطرة على مدينة ود مدني أهمية بالغة، إذ تضم مشروع الجزيرة الزراعي العملاق، الذي يُعتبر من أكبر المشاريع المروية في العالم بمساحة تُقدر بنحو 2.2 مليون فدان.

كما توفر إمكانية الوصول إلى ولايات مختلفة في الشرق والغرب والجنوب، والتحكم في سلاسل الإمدادات، بالإضافة إلى قربها جغرافياً من العاصمة.




ومنذ اندلاع الحرب، نزح مئات الآلاف من الخرطوم إلى ود مدني، لتصبح بعد ذلك مقراً مؤقتاً لعدد كبير من المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الإنساني.

وفي ديسمبر من 2023، تمكنت قوات الدعم السريع من عبور جسر “حنتوب” والسيطرة على المدينة الاستراتيجية، بعد انسحاب قوات الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش من هناك.

وفور وصول الجيش إلى مدني، السبت، انطلقت في بورتسودان ومدن سودانية أخرى، مسيرات شعبية وسط أجواء احتفالية وإطلاق للرصاص.

استعادة جبال البكاش 

في سياق متصل، قالت مصادر عسكرية لـ “الشرق ” إن الجيش السوداني استعاد السيطرة الكاملة على سلسلة جبال البكاش، المحيطة بمصفاة الجيلي للنفط من الناحية الشمالية.

وأشارت المصادر إلى حدوث مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع حول محيط مصفاة الجيلي، استخدم فيها المدفعية المكثفة، الطيران الحربي والمسيرات.

وتقع سلسلة جبال البكاش جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وتبعد (70) كيلو متراً شمال مدينة شندي.

ومنطقة جبل البكاش منطقة مهمة والسيطرة عليها تعني الوصول إلى مصفاة النفط الرئيسية “الجيلي” الواقعة بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل.

وكانت القوات المسلحة السودانية أعلنت الشهر الماضي، أن “القوة المشتركة” بسطت سيطرتها على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور التي تتخذها قوات الدعم السريع قاعدة عسكرية استراتيجية، وسيطرت على عدد من المركبات القتالية وكمية من مواد تموين القتال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *