الجيش السوداني يسيطر على جهاز المخابرات والبنك المركزي

أعلن الجيش السوداني، السبت، استعادة السيطرة على رئاسة مقر جهاز المخابرات العامة، ومباني إدارة المرافق الاستراتيجية والمقر الرئيسي للبنك المركزي، مع مواصلة تقدمه في وسط الخرطوم ضد قوات الدعم السريع.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، إن “قوات الجيش السوداني، واصلت الضغط على الدعم السريع وسط الخرطوم، وسيطرت على فندق كورينثيا، وإدارة المرافق الاستراتيجية، ومباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني”، إضافة إلى استعادة السيطرة على المقر الرئيسي للبنك المركزي.
وذكر أنه جرى السيطرة أيضاً على مواقع: “عمارة زين، ومصرف الساحل والصحراء، وبرج الشركة التعاونية بمنطقة المقرن في الخرطوم، إلى جانب قاعة الصداقة”.
ووسّع الجيش السوداني من عملياته العسكرية في منطقة وسط الخرطوم، بعد أقل من يوم من استعادته السيطرة على القصر الرئاسي في مركز العاصمة.
وكشف مصدر عسكري مطلع على سير العمليات العسكرية لـ”الشرق” عن وصول طلائع الجيش إلى مدخل شارع المطار جنوب القيادة العامة وتأمينه مباني القيادة من الناحية الجنوبية، عقب إعلانه استرداد مباني رئاسة جهاز المخابرات العامة.
ومن شأن الخطوة أن تسهم في استعادة مطار الخرطوم الدولي، والذي لا يزال تتواجد فيه بعض من قوات الدعم السريع.
كما كشفت مصادر عسكرية لـ”الشرق” عن دفع الجيش بقوات إضافية إلى منطقة وسط العاصمة، الخرطوم، ضمن خطة التأمين للمواقع والمنطقة الاستراتيجية، مشيرة إلى أن قوات الجيش وصلت إلى مدخل شارع المطار جنوب القيادة العامة.
البرهان: لا تفاوض قبل تسليم السلاح
من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إن قوات الجيش السوداني تتقدم بخطى ثابتة “لاستكمال التحرير”، مضيفاً أن جميع السودانيين مصممون على وجوب انتهاء تمرد قوات الدعم السريع، وشدد على أنه “لا تفاوض معهم ما لم يسلموا سلاحهم”.
وذكر البرهان، خلال تأبين ضابطين في الجيش السوداني، الجمعة: “كلنا مصممون على وجوب انتهاء هذا التمرد، لا تفاوض معهم إلا لما يمشون ويشوفون حتة (مكان) يقعدوا فيه بعد تسليم السلاح، وفي هذه الحالة يمكن العفو عنهم أو السماح، لكن وهم قاعدين في بيوتنا، ويقاتلون المواطنين الآمنين، ويضربون فيهم بالهاون والمسيّرات، لا عندنا لهم كلام ولا سلام”.
وأضاف البرهان أنه “إن لم ينته هذا الخطر سيقسم البلد، وسيروع الناس، وسيستعمرون استعماراً جديداً”.
ورأى رئيس مجلس السيادة أن الخطر الذي يواجهه السودان “مدعوم بواسطة قوى معلومة”، قائلاً إن المتمردين “لديهم أسلحة لا يمكن أن تمتلكها ميليشيا ما لم تكن دولة قد امتلكتها وساندتهم بها”.
معركة الخرطوم
وتشير تقديرات إلى أن الجيش السوداني بات يقترب من السيطرة على حوالي 70% من الخرطوم، والتي تشكل إلى جانب مدينتي أم درمان وبحري العاصمة المثلثة، حيث يسيطر الجيش السوداني على كامل محليات بحري وشرق النيل، إلى جانب أكثر من 65% من محلية أم درمان الكبرى ومثلها من محلية الخرطوم، بينما تبقى محلية جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم خارج نطاق سيطرته.
ويسيطر الجيش السوداني بشكل كامل على حدود الخرطوم الشمالية والشرقية وأجزاء من الجنوب، كما يسيطر الآن على أغلب الجسور الرابطة بين مدن العاصمة، عدا جسر وحيد وهو جسر جبل أولياء الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع بشكل كامل. ويتبقى للجيش السيطرة على جبل أولياء وأجزاء متبقية من الخرطوم وأم درمان لإعلان السيطرة الكاملة على العاصمة.
وتدور معارك شرسة في الخرطوم بين الجيش والدعم السريع، خاصة في مناطق وسط العاصمة التي تضم منشآت حكومية ومقار تتبع لشركات خاصة وعامة، والتي يستهدف الجيش استعادة سيطرته عليها.
والجمعة، قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها “لا تزال تقاتل في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم”، وأعلنت تنفيذ عملية عسكرية “خاطفة” استهدفت قوات الجيش داخل القصر الجمهوري، ما أسفر عن “سقوط أكثر من 89 وتدمير آليات عسكرية مختلفة”، حسب قولها.