بشروع إسرائيل في تطويق مدينة غزة، واستدعاء قوات الاحتياط، تمهيداً لاجتياحها، تكون الحرب الإسرائيلية في غزة قد دخلت مرحلتها الفاصلة، والأخيرة.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن توقف الحرب إلا بعد تحقيق خمسة شروط هي: إطلاق سراح جميع المحتجزين، وتجريد حركة “حماس” من سلاحها، وتجريد قطاع غزة كاملاً من السلاح، وإقامة حكم جديد في القطاع منفصل عن الحركة وعن السلطة الفلسطينية، وإبقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية الدائمة على القطاع.

مفاوضات تحت النار

وتعد إسرائيل لإرسال وفد تفاوضي للقاء الوسطاء، لكنها أكدت أن المفاوضات ستجري “تحت النار”، ومن جانبها رفضت حركة حماس قبول الشروط الإسرائيلية واعتبرتها “شروط استسلام”.

وقالت مصادر قريبة من المفاوضات لـ”الشرق”، إن الوسطاء ما زالوا يجرون اتصالات مع الجانب الإسرائيلي في محاولة لإقناعه بقبول العرض الأخير الذي وافقت عليه الحركة، والذي يحمل توقيع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن المصادر الحكومية قولها إن “الوقت صار متأخراً” على هذا المقترح.

خيارات حماس

ضيقت مجريات الحرب خيارات حركة حماس إلى حد كبير وحصرتها في خيارين هما: قبول الشروط الإسرائيلية، أو القتال حتى النفس الأخير.

وقالت مصادر في الحركة لـ”الشرق” إن الوسطاء يحاولون البحث عن حل مقبول للطرفين، لكنها اعترفت بوجود صعوبات كبيرة في الطريق، في مقدمتها إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار الحرب حتى تحقيق ما يسميه “النصر المطلق”.

وقال أحد المسؤولين: “من الصعوبة التوصل إلى اتفاق شامل مع إسرائيل، فقد أمضينا أكثر من أربعة شهور، ونحن نتفاوض على صفقة جزئية لوقف النار مدة ستين يوماً، فما بالك بصفقة شاملة”.

قلق من التهجير

ويبدي كثير من الفلسطينيين قلقهم الشديد من خطة إسرائيلية لهدم مدينة غزة التي يعيش فيها اليوم حوالي مليون نسمة، ومخيمات المنطقة الوسطى التي يعيش فيها عدة مئات من الآلاف، تمهيداً لتهجيرهم خارج البلاد.

وقالت مصادر فصائلية لـ”الشرق” إن حركة حماس والفصائل تأخذ التهديدات الإسرائيلية بهدم مدينة غزة على محمل الجد، مشيرة إلى مداولات واسعة جرت وتجري بين الفصائل بحثاً عن حل يجنب المدينة الأكبر في القطاع هذا المصير الذي لاقته مدن أخرى مثل رفح، وخان يونس، وبيت حانون، مضيفة: “الخيارات المتاحة تبدو ضيقة”.

الموقف الأميركي

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو حصل على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب باجتياح مدينة غزة، لكنه طلب أن تجري العملية بسرعة كبيرة.

ونقلت بعض المواقع الإخبارية الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش قولهم إن هدم مدينة غزة، وأنفاقها يحتاج إلى سنة كاملة على الأقل.

ولكن المستوى السياسي يشكك في تسريبات قادة الجيش هذه متهماً إياهم بالمبالغة، بهدف إحباط الخطة التي أصرت عليها الحكومة، رغم معارضة قادة الجيش الذين يرون أن الهدف الحقيقي من ورائها هو هدف سياسي يخدم رئيس الحكومة، وليس هدفاً عسكرياً وأمنياً.

شاركها.