تجاوز عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني 100 مليون عضو بحلول نهاية عام 2024، مسجلاً زيادة بنحو 1% مقارنة بالعام السابق، حسب بيانات رسمية صدرت قبيل الذكرى الـ104 لتأسيس الحزب.

لكن وتيرة نمو العضوية واصلت التباطؤ، وأرجع مصدر مطلع ذلك إلى تشديد إجراءات التدقيق من جانب دائرة التنظيم المركزية، وهي أعلى هيئة مسؤولة عن شؤون الكوادر في الحزب، وفق صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصادرة في هونج كونج، الاثنين.

وتماشياً مع التقاليد، أُعلنت بيانات العضوية للعام الماضي قبل يوم واحد من احتفالات الأول من يوليو، التي تخلد ذكرى تأسيس الحزب عام 1921.

وبحسب دائرة التنظيم المركزية، بلغ عدد أعضاء الحزب 100.27 مليون شخص بنهاية عام 2024، أي بزيادة صافية بلغت 1.09 مليون عضو، تعادل 1.1%. ويقارن هذا بمعدل نمو بلغ 1.2% في عام 2023، و1.4% في عام 2022، ما يعكس استمرار التراجع في النمو.

ولا يزال الحزب الحاكم في الصين ثاني أكبر حزب سياسي في العالم من حيث عدد الأعضاء، بعد حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند، الذي أعلن الأسبوع الماضي أن عدد أعضائه تجاوز 140 مليوناً.

وفي الولايات المتحدة، بلغ عدد الناخبين المسجلين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري حتى سبتمبر 2024 نحو 45.1 مليون و36 مليون ناخب على التوالي، ليحتلا المرتبتين الخامسة والسادسة عالمياً من حيث عدد الأعضاء.

وبخلاف الأنظمة السياسية الغربية، حيث يرتبط الناخبون المسجلون بأحزابهم غالباً بعلاقة فضفاضة تقتصر على التصويت، أو تقديم التبرعات من حين لآخر، يخضع أعضاء الحزب الشيوعي في الصين لقيود تنظيمية أكثر صرامة.

وتشمل هذه القيود دفع رسوم عضوية تصل إلى 2% من الراتب الشهري، تُحول إلى صندوق الحزب، بالإضافة إلى الحضور المنتظم لاجتماعات الحزب والمشاركة في الأنشطة لوحدات التنظيم الأساسية، المعروفة باسم “الخلايا”.

تشديد إجراءات التدقيق

ونقلت “ساوث تشاينا مورنينج بوست” عن مصدر رسمي مطلع، قوله إن الحزب يسعى إلى “اختيار العناصر المناسبة من البداية”، مشيراً إلى أن تشديد التدقيق السياسي أدى إلى ارتفاع معدلات الرفض وطول فترات الاختبار.

وأضاف المصدر: “الأمر لا يتعلق بلعبة أرقام، فليس كلما زاد العدد كان ذلك أفضل”. 

وتابع: “(تحقيقات) هيئة مكافحة الفساد تظهر أن العديد من المسؤولين الفاسدين كانت لديهم دوافع غير سليمة عند انضمامهم إلى الحزب. دوائر التنظيم على جميع المستويات تلقت تعليمات باستبعاد كل من تظهر عليهم في وقت مبكر مؤشرات ضعف الالتزام، وقد يسهل انجرارهم خلف الإغراءات”.

وأدى تشديد إجراءات التدقيق إلى زيادة طول قوائم الانتظار، في وقت تواصل فيه طلبات الانضمام إلى الحزب الارتفاع، نظراً إلى أن العضوية لا تزال تُعد على نطاق واسع شرطاً أساسياً لأي مسار سياسي ذي مغزى.

وبحلول نهاية عام 2024، بلغ عدد المتقدمين المنتظرين للانضمام إلى الحزب 21.42 مليون شخص، بزيادة قدرها 440 ألفاً مقارنة بعام 2023، وفقاً لبيانات دائرة التنظيم المركزية.

وواصل الحزب أيضاً جذب مزيد من الأعضاء المتعلمين، إذ أظهرت بيانات عام 2024 أن نحو 58% من أعضائه يحملون شهادة جامعية أو مؤهلاً أعلى. لكن رغم زيادة عددهم بمليوني عضو، فإن معدل النمو جاء أقل من الزيادة المسجلة في عام 2023، التي بلغت 2.13 مليون عضو.

كما يتجه متوسط أعمار الأعضاء إلى الارتفاع بشكل ملحوظ، إذ انخفض عدد من هم في سن 35 عاماً أو أقل بنسبة 2.4% ليصل إلى 23.04 مليون عضو في عام 2024.

أما عدد الأعضاء الذين تجاوزت أعمارهم 61 عاماً، فقد بلغ 28.97 مليون شخص، ما يمثل 29% من إجمالي العضوية، مسجلاً زيادة بنسبة 4%، أي أكثر من ضعف الزيادة المسجلة في عام 2023، حين بلغ عددهم 27.87 مليون عضو.

شاركها.