21 سبتمبر 2025Last Update :
صدى الإعلام – الكاتب: موق مطر – الحقيقة الفلسطينية سرمدية ( من الأزل الى الأبد ) والوقائع الطارئة على معجم الارث التاريخي الحضاري لهذا الوطن (فلسطين الأرض والشعب ) لن تغير طبيعتها ذلك أن عمرها محدود بثوان بمعيار الزمان الذي اخذ معناه من قداستها، فالحقيقة لا تتأكسد، فهي كالمعادلة الكيميائية، لا تتفاعل إلا مع مثيلها الحضاري… وإذا جاز لنا أخذ الحقيقة بصيغة الجمع ، فإن الحقائق الفلسطينية التي باتت راسخة في ذاكرة الناس في الدنيا أصبحت مصدر الهام لكل انسان أعمل عقله وضميره، ورأى مثلث الحياة في الحق، والحرية، والعدالة.
فلسطين حقيقة في خريطة العالم المعاصر، كما كانت حقيقة في خرائط العالم التاريخية والكتب المقدسة، والشعب الفلسطيني كان هنا وما زال وسيبقى لأن أجياله تتوارث مفتاح كلمة سر السلام، ولأنه استجاب لنداء العالم، واحترم والتزم بما اقرته الشرعية الدولية، فقبل”حل الدولتين” لقطع سلسلة الحروب، واعتقادا بأن السلام هو الحل، فاقتنع العالم بروايته ، مصداقية وأخلاق قيادته التي منحت السياسة الدولية بريقا اخلاقيا، عجزت قوى الشر الغالبة على القرار لدى منظومة الاحتلال الاستعمارية الصهيونية عن رؤية ما وراءه وأبعاده ، ذلك أن التطرف ومنهج ارهاب الدولة وتعاليم الكراهية والعنصرية قد جففت ماء عيونها، وتضخم مركزها العصبي حتى بات عدو نفسه لا يرى في العالم أحدا، ولا يسمع نصيحة وصوتا مناديا بالسلام حتى ولو كان من مجتمعها المتعقل.
الابادة بحق الشعب الفلسطيني وذروتها الدموية التدميرية في قطاع غزة جريمة ضد الانسانية مستمرة منذ سنتين، لا ينكرها إلا فاعلها، لكنها حقيقة بأحداثها وتفاصيلها ويومياتها ، ومن يكذب وينكر دماء وأشلاء عشرات آلاف الأطفال والنساء الأبرياء، وملايين النازحين الجوعى والمرضى الهاربين من جحيم الموت شريك في جريمة العصر، طاغية يسعى لاغتيال ضمير العالم ، ولسان حاله الناطق بالحق، فالإبادة بالقتل الجمعي (مئات العائلات الفلسطينية مسحت اسماء افرادها من السجل المدني ) وبالتجويع والنزوح والتهجير واستهداف خصوبة النساء ، وصحة المواليد، ونشر الأمراض الفتاكة بمعيار القانون الدولي، وتقرير الأمم المتحدة باتت ( حقيقة ) تدين ائتلاف الصهيونية الدينية ودولة الارهاب المسماة اسرائيل، وهذه شهادة ادلت بها رئيسة اللجنة نافي بيلاي نيابة عن العالم باعتبارها رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة – بما فيها القدس الشرقية – وإسرائيل، أنشئت من قبل مجلس حقوق الإنسان عام 2021، إذ قالت : “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا بشأن حملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة. فعندما تظهر علامات وأدلة واضحة على الإبادة الجماعية، فإن عدم اتخاذ أي إجراء لوقفها يُعد تواطؤا.. إن نيران الجيش الإسرائيلي دمرت خزانات النيتروجين في عيادة للخصوبة كانت تحتوي على 1000 جنين.”” وليس مفاجئا ازدواجية منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) التي تسارع لإرهاب الضمير الانساني الناطق بالحقيقة وكيل الاتهامات ” معاداة السامية ” فالسيدة بلاي قالت :” خلال فترة ولايتي التي استمرت 6 سنوات كمفوضة سامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لم تصفني اسرائيل بمعاداة السامية، حتى أن الحكومة الإسرائيلية شهدت بالتزام وبالتوازن في طريقة تقديم تقاريري”..ثم أضافت “”لم تُصنّفني جماعات الضغط هذه كمعادية للسامية إلا عندما توليتُ رئاسة هذه اللجنة “.
حقيقة أخرى رسختها فلسطين، أن الديمقراطية دون عدالة انسانية، ودون احترام الالتزامات والتعهدات، ودون الانتصار لمبادئ حقوق الانسان وحق تقرير المصير وحرية واستقلال الشعوب وسيادتها، ودون محاسبة مجرمي الحرب فعلا ومعاقبتهم – حتى لو كانوا على رأس الهرم في حكومة دولة – ودون نصب ميزان العدالة في السياسة الخارجية أيضا، ليست اكثر من زخارف للتغطية على نهج الاستعلاء الاستعماري المنقطع مع الفكر الانساني المعاصر، وبرهنت عبر اعتراف دول كبرى أن الشعوب وحكوماتها المؤمنة حقا بجوهر الديمقراطية الذي هو احترام الانسان كحقيقة مقدسة ، هو السبيل لمنح هذا المنهج السياسي الانساني الحضاري معناه ، ما يعني منح السلام روحا جديدة ، وانبعاثا جديدا يبدأ من ” الحرية لفلسطين “.