اخر الاخبار

الحكمة في الرؤية الفلسطينية –

18 مايو 2025Last Update :

الحكمة في الرؤية الفلسطينية

صدى الإعلام – الكاتب: موفق مطر – نقاط على الحروف، وخطوط حُمر تحت عبارات دالة على حقيقة المخاطر المحدقة بالحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية)، ووجود الشعب الفلسطيني على ارض وطنه التاريخي والطبيعي، وضعها الرئيس ابو مازن في بيان دقيق، وبليغ لا يحتمل التأويلات أو التفسيرات لأهداف “المشروع الاستعماري” من حملة الابادة والتدمير والتهجير والتجويع، وجرائم القتل والاستيطان في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، والتهويد في القدس؛ ليدرك القادة العرب المجتمعون في قمة بغداد، ومئات ملايين الأشقاء في عمقنا الاستراتيجي العربي، أن تقويض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، هو الهدف الاستراتيجي لمنظومة الاحتلال والاستيطان والعنصرية (اسرائيل) العاملة على خلخلة توازن وأمن واستقرار دول عربية قريبة وبعيدة، لاستكمال رسم خريطة المشروع الاستعماري الكبير… ونعتقد هنا أن نجاح العمل العربي المشترك، يتطلب فعلا تبني الرؤية الفلسطينية كخريطة طريق، بتفاصيلها ومراحلها التي طرحها رئيس دولة فلسطين، أمام القادة العرب في القمة الـ34 في بغداد أمس، للمرة الثانية بعد القمة العربية غير العادية (قمة فلسطين) في القاهرة آذار الماضي، فالرؤية الفلسطينية قابلة للتطبيق لارتكازها على قاعدة خطة عربية لإيقاف الابادة وتحقيق السلام، بالتوازي مع وحدة وطنية فلسطينية معززة بإصلاحات داخلية، وانتخابات في الضفة بما فيها عاصمة دولة فلسطين القدس وقطاع غزة، والاستمرار بتطوير عمل مؤسسات دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، بعد الإجراءات الدستورية والقانونية لاستحداث وتعيين منصب نائب الرئيس، وكذلك الملفات التي من شأنها ازالة العقبات من مسار الصف الوطني، مع الاصرار على “العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني وفق أساس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وأساس برنامجها السياسي، والشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد”.

الرؤية الفلسطينية واقعية، لا يختلف عاقلان على امكانية تطبيقها، حيث ذكرت فيها الأسباب الرئيسة، اولها وأشدها بلاء (الاحتلال الاسرائيلي) ووقائعه المادية وتداعياته على الأرض، وأسباب باتت في واقع الأمر كروافد تمنح السبب الرئيس (الاحتلال) ما يريده لتحقيق اهداف المشروع الاستعماري، لذلك حملت الرؤية معالجة آنية زمانية ومكانية بآن واحد، لفض التشابك ما بين السبب الرئيس (الاحتلال) ومصالح صناع (الذرائع) له، وهذا يتطلب وفق الرؤية الفلسطينية العمل على: “الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة”. وبالتوازي مع هذه الخطوة، العمل على “تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، وتخلي حركة حماس عن سيطرتها، إلى جانب تسليمها وجميع الفصائل السلاح للسلطة الشرعية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة وفق أسس مهنية، وبمساعدة عربية ودولية”. فالحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، يستند لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.. كما قال الرئيس في خاتمة الرؤية الفلسطينية، التي طلب من القادة العرب تبنيها، والسير بمقترح الخطة التي عرضها الرئيس، التي من بنودها: “إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة، لتنفيذ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ويعقد خلالها المؤتمر الدولي للسلام في يونيو القادم بنيويورك بمشاركة دولية واسعة، وبرئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا”.


اقرأ|ي أيضاً| تغيير وجه الشرق الأوسط .. من المقصود؟!


منح الرئيس ابو مازن في هذه الرؤية، معنى وتفسيرا فلسطينيا وطنيا شاملا لمصطلح “الهدنة”، فحرر المصطلح من الاعتبارات الفئوية الخاصة، ومن ارتباطات قيادة حماس وارتهانهم لأجندات دول خارجية، لذلك اعاد تذكير العالم بأن الهدنة تعني أولا وأخيرا الالتزام بخيار السلام، والخطوات العملية الجادة على طريقه، ومنها: جلاء الاحتلال الاسرائيلي، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب المتمثلة بالاستيطان، وضم الأراضي، والهدم والتهجير، والقتل على الطرقات، وإفلات منظمات المستوطنين المسلحين لارتكاب جرائم القتل بحق المواطنين الفلسطينيين، وإحراق ممتلكاتهم، وفقا للقانون الدولي، وتعني ايضا ايقاف انتهاكات القوة القائمة بالاحتلال (اسرائيل) للأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس والخليل ونابلس وغيرها، وكذلك المعالم التاريخية الأثرية الحضارية في فلسطين.. فالرؤية الفلسطينية بمعيار الحكمة الانسانية والعقل الوطني، قطع مع الحروب وجرائمها، والجريمة ضد الانسانية، والإقرار بالحق الفلسطيني، لمن تخلى عن اطماعه ومشاريعه الاستعمارية، وأراد فعلا الأمن والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *