الحكومة السورية تتوعد بمحاسبة المتورطين في أحداث جرمانا

قالت وزارة العدل السورية، الثلاثاء، إنها تتابع الأحداث التي حصلت في مدينة جرمانا، قرب العاصمة دمشق، ذات الأغلبية الدرزية، وتوعدت بمحاسبة “المجرمين ومثيري الفتن”، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن 13 شخصاً على الأقل لقي حتفه في هذه الاشتباكات.
وأكدت الوزارة “أهمية اللجوء إلى القضاء كسبيل مشروع لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن، وذلك من خلال الإجراءات القانونية المعمول بها”.
وأضافت العدل السورية أنها “لن تتهاون في ملاحقة الاعتداءات، خاصة تلك الموجهة إلى النبي محمد”، معتبرة أن ذلك “في إطار حرصها على حماية المقدسات والرموز الدينية”.
ودعت وزارة العدل إلى “الالتزام بأحكام القانون، وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش”، مؤكدة أن “هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون”.
وشددت وزارة العدل على متابعتها عن كثب الإجراءات اللازمة بالتعاون مع النيابة العامة، والجهات المختصة في وزارة الداخلية، داعية الجميع إلى الالتزام بالقانون والتعاون مع الجهات المختصة لتحقيق العدالة.
وذكرت مصادر أمنية لـ”رويترز”، أن الاشتباكات بدأت ليلة الاثنين، عندما تجمع “مسلحون” من بلدة المليحة القريبة ومناطق أخرى في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية.
وبحسب عمال إنقاذ محليين، أسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة صغيرة ومتوسطة عن سقوط 13 شخصاً.
“تسجيل مسيء للرسول محمد”
وذكرت قوات الأمن السورية، أنها تدخلت لـ”فض اشتباكات بين مسلحين من داخل وخارج مدينة جرمانا في ريف دمشق”، وأضافت أن قوات الأمن العام لم تكن طرفاً في المواجهات بمدينة جرمانا، مشيرة إلى أن السلطات تبحث عن “صاحب تسجيل مسيء للرسول محمد، والذي تسبّب بهذه الفتنة”، وفق قولها.
وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية مصطفى العبدو إن من بين الضحايا اثنان من عناصر جهاز الأمن العام السوري، وهي قوة أمنية جديدة تضم في معظمها مقاتلين سابقين في المعارضة.
وأضاف العبدو أن “مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجاً تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعات درزية”.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تعمل على “تحديد هوية مصدر الصوت” في التسجيل ودعت إلى الهدوء، وحثت المواطنين على “الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات”.
وذكرت في بيان صدر لاحقاً “شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع ضحايا وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة”.
وأضافت أن “وحدات من قوى الأمن العام توجهت مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي. كما تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة.
تنديد درزي
من جانبها، نددت المرجعية الدينية للدروز في جرمانا، بما وصفته بـ”الهجوم المسلح غير المبرر” على المدينة الواقعة قرب دمشق.
وقالت في بيان: “نستنكر بشدة، ونشجب، وندين الهجوم المسلح غير المبرر على مدينة جرمانا، الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق”، محملة السلطات السورية “المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة”.
وذكرت أن “غالبية من أصيبوا أو استُشهدوا من أبناء المدينة هم من منتسبي جهاز الأمن العام، وكانوا في مواقع عملهم حينما فاجأتهم يد الغدر والعدوان”، داعية السلطات إلى “وقف هذا الاعتداء.. وضمان عدم تكراره”.
وفي السياق ذاته، حذّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ أبو وائل حمود الحناوي، في تصريح خاص لموقع “السويداء 24″، من “مخاطر الفتنة وإثارة النعرات الطائفية”، مؤكداً أن “عواقبها ستؤدي إلى تفكك المجتمع”.
ودعا الشيخ الحناوي السوريين إلى “التحلي بالحكمة والعقل وعدم تحميل الأبرياء وزر المسيئين”، مشدداً على “ضرورة محاسبة كل من يتطاول على المقدسات الدينية، ولاسيما الأنبياء”، مؤكداً أن “هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم”.