أدان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، حملات أطلقها بعض المستخدمين الذين وصفهم “الموتورين” على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اتسمت بـ”التشفي” و”السخرية” من معاناة أهالي محافظة السويداء خلال الأحداث الأخيرة.
وأكد الوزير أن هذا الخطاب المرفوض يعيد إنتاج أساليب الإقصاء والتحريض التي ميّزت خطاب النظام الأسدي.
وأوضح الوزير أن قوافل المساعدات الإنسانية مستمرة في محاولة الوصول إلى محافظة السويداء، مضيفًا أنه يأمل وصول المساعدات إلى الأهالي، وعدم عرقلة القوافل من الجهة “الخارجة عن القانون” الساعية إلى توظيف معاناة الأهالي لأهداف انعزالية.
وعبر حسابه في “إكس“، اليوم الاثنين 28 من تموز، أكد أن الدولة تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه أبناء محافظة السويداء، في استمرار محاولة تخفيف المعاناة وإيصال الدعم إلى من يستحقه، على حد تعبيره.
يلوح بالعقوبات
وفي منشور عبر حسابه في “إكس“، مساء الأحد، قال الوزير إن تجريم خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، أيًا كان مصدره، يعد “أولوية” وطنية، مع التأكيد على ضرورة تطبيق العقوبات الرادعة بحق المسيئين دون انتظار إقرار قوانين جديدة من مجلس نيابي شعبي، والانطلاق من بعض مواد القوانين السارية حرصًا على التماسك المجتمعي.
ونفى وجود حصار تفرضه الحكومة السورية، في مزاعم نفاها أيضًا محافظ السويداء، مصطفى بكور، مؤكدًا دخول المساعدات وحركة العبور التجاري خلال الأيام الماضية، واستمرارية دخولها صباح الاثنين 28 من تموز، عند معبر بصرى الشام.
وحمّل المسؤولية لـ”المجموعات الخارجة عن القانون” في سعيها إلى خدمة أهداف انعزالية والاستثمار في الأزمات.
سبقت تصريحات الوزير السوري انتشار حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “متضامن مع السويداء”، وتضمنت الحملة صورًا لناشطين يشاركون ولائم طعام، ساخرين من الأحداث الأخيرة والأوضاع الإنسانية المتردية في المحافظة.
محافظ السويداء، مصطفى بكور، قال في حوار مع وكالة الأنباء السورية (سانا)، مساء الأحد 27 من تموز، إن الاستجابة الإنسانية مستمرة للمنطقة الجنوبية، إذ نقلت قوافل المساعدات 96 طنًا من طحين، و85 ألف ليتر من المازوت للمشافي والأفران ومؤسسة الاتصالات، ومعدات ومستهلكات جراحية تكفي لـ 400 عملية جراحية، وأدوية ومستهلكات طبية، ومواد تغذية ومساعدات إغاثية.
“قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية تدخل إلى محافظة السويداء يوميًا، وبشكل طبيعي من جهة بصرى الشام في ريف درعا، ولا توجد أي إعاقة في حركة المرور، والطريق سالك لدخول المنظمات الإغاثية إلى المحافظة”، وفق المحافظ.
خلفية الأحداث
شهدت محافظة السويداء تصاعدًا في العنف خلال تموز، إثر اشتباكات بين فصائل محلية ومسلحين من عشائر البدو عقب حادثة خطف. تطورت المواجهات بتدخل وزارتي الدفاع والداخلية، وردّت الفصائل المحلية بعد ورود أنباء عن انتهاكات بحق مدنيين دروز.
في 16 من تموز، شنت إسرائيل غارات استهدفت أرتالًا حكومية ومبنى الأركان بدمشق، ما أدى إلى انسحاب القوات الحكومية. أعقب ذلك انتقام ضد مناطق يقطنها البدو، شمل انتهاكات وعمليات تصفية، ما دفع عشائر من محافظات أخرى للتدخل.
اندلعت مواجهات عنيفة بين العشائر والفصائل الموالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، وعلى رأسها “المجلس العسكري في السويداء”.
ومع تصاعد العنف، تدخل الأمن الداخلي، وتم فرض وقف لإطلاق النار برعاية دولية، ما جمّد الاشتباكات.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي