الحليب يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء
يمكن أن يقلل شرب كوب كبير من الحليب يوميًا من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنحو 20%، وفقًا لدراسة جديدة.
تعد الدراسة، الأكبر من نوعها، حيث فحصت تأثيرات 97 عاملًا غذائيًا على خطر الإصابة بسرطان الأمعاء على أكثر من 542000 امرأة على مدى 16 عامًا.
واكتشف باحثون من جامعة أكسفورد أنه في المتوسط، فإن زيادة تناول الكالسيوم اليومي بمقدار 300 ملغ أي ما يعادل تقريبًا كوبًا كبيرًا من حليب البقر سعة 240 مل أو وعاءين من الزبادي أدى إلى انخفاض بنسبة 17٪ في خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
وتشير أدلة جيدة من دراسات سابقة على أن منتجات الألبان تقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا مدفوعًا بالكالسيوم.
وتقدم هذه الورقة البحثية أدلة قوية على أن الكالسيوم سواء كان في منتجات الألبان أو مصادر غير الألبان يمكن أن يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
وأحد التفسيرات المحتملة لكيفية خفض الكالسيوم لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء هو أن الكالسيوم يرتبط بالأحماض الصفراوية الضارة في الأمعاء، مما يمنعها من التسبب في تلف الأمعاء الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
ومع ذلك، هناك نظريات أخرى ونحن بحاجة إلى المزيد من البحث لتحديد كيفية تأثير الكالسيوم على خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بالضبط.
إذن، هل يجب علينا زيادة تناولنا اليومي للحليب؟ وما هي الفوائد الأخرى التي يقدمها الكالسيوم؟
صحة العظام
وهناك وفرة من الأبحاث السريرية تدعم الارتباط بين استهلاك الحليب وصحة العظام، فالتفاعل التآزري بين الكالسيوم وفيتامين د (في الحليب المدعم، ولكن من الأفضل الحصول عليه من المكملات الغذائية أو التعرض لأشعة الشمس في الصيف) والبروتين يخلق بيئة مثالية لتمعدن العظام وصيانتها.
وتعمل هذه المكونات معًا، حيث يوفر الكالسيوم اللبنات الأساسية، ويعزز امتصاص فيتامين د، ويساهم البروتين في تكوين مصفوفة العظام.
ومع ذلك، فهو ليس العامل الوحيد الذي يساهم في صحة عظامنا، فمن الأهمية بمكان أن نفهم أن صحة العظام تنطوي على عوامل متعددة، بما في ذلك النشاط البدني المنتظم، والتوازن الهرموني، والعناصر الغذائية الأخرى التي تتجاوز الكالسيوم وحده.
ويمثل تكوين البروتين في حليب البقر أصلًا غذائيًا قيمًا بشكل خاص، حيث يحتوي على بروتينات مصل اللبن والكازين التي توفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية بنسب مفيدة.
ويوفر الكازين إطلاقًا مستدامًا للأحماض الأمينية، بينما يدعم بروتين مصل اللبن الغني بحمض الليوسين الأميني تخليق بروتين العضلات بشكل خاص.
علاوة على ذلك، فحليب البقر مليء بالفيتامينات والمعادن، حيث تتضمن العناصر الغذائية الرئيسية في الحليب الكالسيوم (حوالي 300 ملجم لكل كوب)، وفيتامين د (عندما يتم تدعيمه)، وفيتامين ب 12 والريبوفلافين، والبوتاسيوم، والفوسفور والبروتين عالي الجودة (8 جرام لكل كوب).
هل يناسب ذلك الأمر الجميع؟
تتطور هذه الحالة بسبب انخفاض إنتاج إنزيم اللاكتاز، تحت تأثير العوامل الوراثية والتغيرات المرتبطة بالعمر في إنتاج الإنزيم، ويعكس الاختلاف في ثبات اللاكتاز عبر السكان تكيفات تطورية معقدة للأنماط الغذائية.
وقد يعاني بعض الأفراد أيضًا من حساسية بروتين الحليب، والتي تظهر بشكل مختلف عن عدم تحمل اللاكتوز وتتطلب تعديلات غذائية مميزة.
هل يمكننا الحصول على فوائد الكالسيوم من مصادر نباتية؟
بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون، أو يختارون عدم استهلاك منتجات الألبان، تشمل المصادر النباتية التي تحتوي على الكالسيوم المشروبات النباتية المدعمة (فول الصويا واللوز والشوفان)، والخضروات الورقية (خاصة الكرنب والسبانخ)، والتوفو المدعم بالكالسيوم وعصير البرتقال المدعم.