الحوثيون يتعهدون بالتصعيد رغم ضغط واشنطن ومناشدة طهران

قال القيادي الحوثي، جمال عامر، إن الحركة لن تجنح إلى التهدئة في حملتها ضد عمليات الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر تحت وطأة الضغوط العسكرية الأميركية، أو استجابة لمناشدات حلفاء مثل إيران.
وتحدث عامر الذي يشغل منصب وزير الخارجية بحكومة الحوثيين في اليمن إلى “رويترز” في وقت متأخر، الاثنين، بعد أن شنت الولايات المتحدة موجة من الضربات على مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون الذين أعلنوا الأسبوع الماضي استئناف الهجمات على سفن الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر، في إطار دعم الفلسطينيين في غزة.
وقال مسؤولان إيرانيان كبيران لـ”رويترز”، إن طهران، سلمت رسالة شفهية إلى مبعوث الحوثيين لدى طهران، الجمعة، تحث على تهدئة التوتر، وأضافا أن وزير الخارجية الإيراني طلب من سلطنة عمان، التي تقوم بدور وساطة مع الحوثيين، نقل رسالة مماثلة إلى الجماعة عند زيارته مسقط، الأحد الماضي.
ولم تعلن إيران شيئاً عن أحدث تواصل لها مع الحوثيين. وتقول طهران إن الجماعة تتخذ قراراتها بشكل مستقل.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إنه سيُحمل إيران مسؤولية أي هجمات يشنها الحوثيون.
وقال ترمب في منشور على موقع “تروث سوشيال”، إنه “من الآن فصاعداً، سيُنظر إلى كل طلقة من الحوثيين، على أنها طلقة من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل إيران المسؤولية وستتحمل العواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة”.
وأضاف ترمب: “أي هجوم أو رد آخر من قبل الحوثيين سيواجه بقوة كبيرة”، معتبراً أن إيران”لم تفقد السيطرة” على الجماعات المرتبطة بها، واتهمها بتقديم التعليمات للحوثيين “في كل خطوة”، و”تقديم الأسلحة، وتزويدهم بالمال والمعدات العسكرية المتطورة للغاية، وحتى المعلومات الاستخباراتية”.
استمرار التصعيد
وفي أول تعليق له على هذه المسألة، قال عامر إنه لن يكون هناك أي حديث عن تهدئة العمليات قبل إنهاء منع دخول المساعدات لغزة. وأضاف أن إيران لا تتدخل في قرارات الحوثيين بل تتوسط أحياناً، لكن ليس بوسعها إملاء ما عليهم فعله.
وفي حديثه من العاصمة اليمنية صنعاء التي تعرضت لضربات أميركية، قال عامر إنه “لا علم لديه بشأن أي رسالة سلمتها إيران إلى مبعوث الحوثيين لدى طهران”.
وأضاف أن هناك رسائل من قوى أخرى للتهدئة، معتبراً أن “اليمن الآن في حالة حرب مع الولايات المتحدة، مما يمنحه الحق في الدفاع عن النفس بكل الوسائل الممكنة”، لافتاً إلى أن “التصعيد أمر محتمل”.
مخاوف إيرانية
وتبدي إيران “قلقاً متزايداً” من إمكانية جرها إلى صراع أكبر مع الولايات المتحدة، وتضررت شبكتها من الوكلاء والحلفاء في الشرق الأوسط بشدة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023. وتبادلت إيران وإسرائيل شن ضربات مباشرة لأول مرة العام الماضي مع تصاعد حرب غزة.
وصعد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير سياسة “أقصى الضغوط” على إيران بفرض العقوبات عليها. وخلال ولايته الرئاسية السابقة، سحب ترمب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست قوى كبرى، والذي كان يقيد أنشطتها النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات.
وقال القيادي الحوثي، إن الولايات المتحدة تهدد إيران وتضرب اليمن. وأضاف أن كل السيناريوهات مطروحة في الوقت الراهن، وأن اليمن سيرد على واشنطن بالمثل.
وضرب عامر مثالاً، قائلاً إنه “إذا ضربت الولايات المتحدة اليمن من على متن حاملة الطائرات ترومان، فسيرد اليمن باستهداف حاملة الطائرات نفسها”.
وبينما تدعم إيران الحوثيين الذين وسعوا نطاق سيطرتهم في حرب أهلية مستمرة منذ سنوات، تقول الجماعة اليمنية إنها متحالفة مع طهران وما يسمى “محور المقاومة” الذي تقوده وليست أداة في يديها. ويقول خبراء في الشأن اليمني إن الجماعة تتحرك على ما يبدو بدوافع نابعة من مخاوف داخلية، ومن قاعدة دعمهما.
وأعلن الحوثيون في 12 مارس استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في مسارات الشحن عبر البحر الأحمر بعد عدم التزام إسرائيل بالمهلة التي حددتها الجماعة لإنهاء منع دخول المساعدات إلى غزة.
وبدأ الحصار الإسرائيلي لغزة، الذي يشمل منع دخول المواد الغذائية والطبية، في الثاني من مارس مع تزايد الخلافات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. وشنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على غزة الليلة الماضية.
سلسلة من الضربات
وقال عامر، إن الجماعة كانت تريد فقط استهداف السفن الإسرائيلية، لكن الولايات المتحدة صعدت الموقف. وأضاف أن من حق الحوثيين الدفاع عن أنفسهم.
وشنت الولايات المتحدة، السبت الماضي، سلسلة من الضربات الجوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، وامتدت لمناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، ما أسفر عن سقوط عشرات الأشخاص.
وقال عامر إن بعض دول الاتحاد الأوروبي نصحت الحوثيين بالتهدئة، مضيفاً أن الجماعة سعت لطمأنتهم بأن الهدف هو حركة الشحن الإسرائيلية.