قال مدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، الثلاثاء، إن اللقاء المرتقب بين الرئيس أحمد الشرع سيبحث مع نظيره الأميركي دونالد ترمب سبل الانتقال بالعلاقات إلى “مرحلة جديدة”، و”استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل”، متوقعاً رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق بداية العام المقبل.

ووصف إدلبي في تصريحات لبرنامج “البعد الرابع” على قناة “الشرق”، مشاركة سوريا في اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة بـ”التاريخية”، وقال: “هذه المشاركة بتاريخيتها تؤسس لفتح صفحة جديدة.. تقول للعالم إن سوريا تعود بوجه جديد، وسياسية خارجية وداخلية جديدة تمتد إلى العالم جميعاً بالشراكة والصداقة”.

ورداً على سؤال بشأن مدى احتمالية عقد لقاء بين الشرع وترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة، أجاب إدلبي: “هناك لقاء اليوم بين الشرع وترمب خلال فعالية أو استقبال يقيمه الأخير لرؤساء الدول المشاركة في الجمعية العامة”.

وأعرب عن تطلعه بأن يبحث اللقاء “العلاقات السورية الأميركية، وكيفية البناء على ما بدأه ترمب في إعلان الرياض في مايو الماضي، وكيف يمكن للبلدين أن تنتقل إلى مرحلة علاقات جديدة”، في إشارة إلى قرار ترمب في مايو الماضي، برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما كانت تطالب به دمشق، في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وشدد إدلبي على أهمية “استكمال رفع العقوبات، واستعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل” بين واشنطن ودمشق.

وأضاف: “نحن واعون للنقاشات الجارية في الكونجرس (الأميركي)، ولكن موقفنا واضح جداً أن هذه العقوبات فرضت على نظام الأسد بسبب جرائمه بحق الشعب، وسياسته في المنطقة وحول العالم، ومن غير المقبول أن تستمر”.

“الإطار الأساسي للشراكة”

ولفت المسؤول السوري، إلى أن هذه العقوبات “تضرر بشكل أساسي الشعب السوري”، لافتاً إلى أن هناك “مصالح مشتركة يجب بحثها بين الولايات المتحدة وسوريا، وهناك أمور نتفق عليها مع واشنطن وهناك أمر قد لا نتفق عليها”.

وأوضح أن “الإطار الأساسي ضمن هذه الشراكة.. وهو كيفية السير قدماً بشكل فعّال حيث تلتقي مصالحنا، وكيف ندير الخلاف”، مضيفاً: “نتحدث اليوم كشركاء ونظراء وليس من باب فرض الشروط”.

وأكد إدلبي، أن الحكومة السورية تعمل حالياً على الرفع الكامل للعقوبات الأميركية “دون أي شروط أو التزامات”، مبيناً أنه “لا يمكن الحديث عن عودة الاستثمار الأجنبي إلى سوريا إلا بالحديث عن الرفع الكامل للعقوبات”.

ورداً على سؤال بشأن مدى ثقة الحكومة السورية بإمكانية رفع كامل العقوبات، أعرب إدلبي عن “الثقة بشكل عالي” بتلبية هذا الطلب، لكنه قال: “بعض هذه الأمور تحتاج بعض الوقت”.

وأردف: “التصوّر أو الخطة لدينا اليوم أن يبدأ السوريون عامهم المقبل دون قانون قيصر أو عقوبات أخرى تمنعهم من الاستمرار في حياتهم”.

المحادثات مع إسرائيل

وعن مدى احتمالية إبرام اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، قال مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية: “لا نزال في محادثات حول الوصول إلى اتفاق يهدف لاستقرار المنطقة الجنوبية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، واحترام السيادة السورية ضمن الواسطة الأميركية”.

وأشار إلى أن الحكومة السورية “طرحت على الطاولة العودة إلى اتفاق عام 1974 لفض الاشتباك، مع وجود ضمانات واضحة من خلال الوسطاء الأميركيين لحفظ أمن واستقرار الحدود على الطرفين”.

وأردف: “لا نود أن يكون هناك أي تهديدات من أي طرف للطرف الآخر، ونود أن يكون هناك استقرار واحترام للسيادة السورية”، لافتاً إلى أن “إسرائيل قامت خلال الأشهر الماضية بتنفيذ أكثر من 1000 غارة على سوريا، وأكثر من 400 توغل بري دخل الأراضي السورية، حيث احتلت أراضي اليوم”.

وأعرب عن رغبة بلاده بـ”انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية، ووقف هذه الاعتداءات”، موضحاً أن الحكومة السورية، في المقابل، “عليها واجبات كما هي مع كل جيرانها وكامل المنطقة، والتأكد من أن أرضيها لا تستخدم كمنطلق لتهديد أمن واستقرار أي دولة أخرى”.

والاثنين، التقى الرئيس السوري في نيويورك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وبحثا “التحديات التي تواجهها سوريا في هذه المرحلة”، ورفع العقوبات الأميركية المتبقية المفروضة على دمشق.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لـ”الشرق”، إن لقاء الشرع وروبيو كان “بناءً”، موضحاً أنه “تناول التحديات التي تواجهها سوريا، وأن ملف العقوبات كان على رأس الأجندة”.

شاركها.