قال نائب مدير إدارة روسيا وشرق أوروبا في وزارة الخارجية والمغتربين، أشهد صليبي، إن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، طالب خلال زيارته إلى موسكو بتسليم بشار الأسد “بشكل واضح ومتكرر”، مضيفًا أن الجانب الروسي “أبدى تفهمًا تجاه تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا”.

وأوضح صليبي، في تصريح لقناة “الإخبارية السورية” الحكومية، الجمعة 17 من تشرين الأول، أن المحادثات بين الجانبين تناولت ملف العدالة الانتقالية بوصفه “أساسًا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد”، مشيرًا إلى أن الشرع شدد خلال لقائه المسؤولين الروس على ضرورة “إعادة صياغة جميع الاتفاقيات بين سوريا وروسيا بما يضمن المصلحة العليا للشعب السوري”.

وأضاف الصليبي أن دمشق وموسكو اتفقتا على “وضع آليات قانونية جديدة للتعاون في ملفات المطلوبين والملفات العالقة”، بما يشمل “رؤوس الأجهزة الأمنية والعسكرية المقيمين حاليًا في موسكو”، إلى جانب دعم الملفات القانونية والحقوقية الخاصة بسوريا في مجلس الأمن والأمم المتحدة، مع استمرار المفاوضات بهذا الشأن.

وأكد صليبي أن زيارة الشرع إلى روسيا تأتي ضمن “مسار لإعادة بلورة السياسة الخارجية السورية بما يتوافق مع المصالح الوطنية”، لافتًا إلى أن القيادة السياسية الجديدة في دمشق “تؤكد التزامها بالشفافية في التعامل مع ملف روسيا وإطلاع الشعب السوري على كل التحديثات”.

وختم بالقول، إن سوريا تسعى في هذه المرحلة إلى “تحقيق الاستقرار الأمني عبر إنجاز العدالة الانتقالية وترسيخ علاقاتها مع جميع الدول والمجتمع الدولي”، ضمن ما وصفه بـ“مرحلة إعادة بناء السياسة الخارجية السورية على أسس المصلحة الوطنية”.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع وصل إلى روسيا، في 15 تشرين الأول الحالي، بأول زيارة يجريها إلى موسكو منذ تسلمه الحكم.

وضم الوفد السوري وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ورئيس الاستخبارات حسين السلامة، ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وصول الشرع إلى روسيا في زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ماذا ناقش الطرفان؟

بحث الرئيس السوري، أحمد الشرع، خلال زيارته إلى روسيا عددًا من الملفات على رأسها القواعد الروسية وملفات اقتصادية بين البلدين.

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال إن الخارجية الروسية بذلت جهودًا كبيرة لإقامة التعاون مع السلطات السورية الجديدة، وفق وكالة “ريا نوفوستي”.

كما قال لافروف، لوكالة “سبوتنيك”، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه بالشرع “ناقش كل شيء” بما في ذلك موضوع القواعد الروسية.

نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قال إن سوريا بحاجة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية وروسيا قادرة على تقديم الدعم.

وأشار إلى أن روسيا وسوريا اتفقتا على عقد اجتماع للجنة حكومية دولية في المستقبل القريب، مضيفًا أن “مسائل الإمدادات الإنسانية” لسوريا نوقشت خلال المحادثات بين بوتين والشرع في “الكرملين”.

كما أكد نوفاك أن روسيا وسوريا ناقشتا التعاون في مجالات مختلفة بما فيها السياحة.

وأبدت دمشق اهتمامها بإمدادات القمح والأدوية الروسية، بينما أبدى المسؤول الروسي استعداد بلاده لمواصلة العمل في حقول النفط في سوريا.

وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، قال في تصريح لوكالة “ريا نوفوستي”، إن سوريا مستعدة لمنح روسيا “فرصًا هائلة” لدعم إعادة الإعمار.

وكانت وكالة “رويترز” ذكرت  قبل زيارة الشرع إلى موسكو أن الشرع سيطلب رسميًا تسليم رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، اللاجئ في موسكو، لمحاكمته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم بحق السوريين.

بوتين يستقبل الشرع: تعريف جديد للعلاقات السورية- الروسية

المصدر: عنب بلدي

شاركها.