الخارجية الفلسطينية تعلق على استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة

علقت الخارجية الفلسطينية على استئنتاف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، والتي خلفت حتى الأن أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
حيث دانت الخارجية الفلسطينية في بيان بأشد العبارات الهجوم الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت الخارجية الفلسطينية، أن “استمرار العدوان على شعبنا واستباحة دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل يمثل هروبا إسرائيليا رسميا من استحقاقات تثبيت وقف حرب الإبادة والتهجير وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتعطيلا للجهود الدولية الداعمة لخطة إعادة الإعمار وتوحيد شطري الوطن، وتجسيد الدولة الفلسطينية”.
وأكدت الوزارة أن “الحلول السياسية هي مدخل تحقيق التهدئة ووقف العدوان واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع”، مطالبة “بموقف دولي حازم لتثبيت الوقف الفوري للعدوان، وتحذر من اقدام الاحتلال على تنفيذ مخططاته بتهجير أبناء شعبنا”.
وكالعادة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها المطلق لإسرائيل، بعد استئناف عملياتها العسكرية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، حيث اعتبر البيت الأبيض أن حركة حماس هي من اختارت الحرب برفضها إطلاق الأسرى.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بريان هيوز في بيان “كان في إمكان حماس إطلاق الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها عوضا عن ذلك اختارت الرفض والحرب”.
وكانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، قالت في وقت سابق اليوم، أن تل أبيب تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غاراتها على غزة، اليوم الثلاثاء.
وقالت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، “إن “حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، إنما الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا.. وستُفتح عليه أبواب الجحيم”.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات على حركة “حماس” بعد رفض الأخيرة إطلاق سراح الرهائن.
وأشار المسؤول الإسرائيلي، ووفق الصحيفة، اليوم الثلاثاء، إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقا قبل بدء العملية في قطاع غزة.
وكان القيادي في حركة حماس في لبنان، بسام خلف، قد هدد بأن الحركة تمتلك خيارات عسكرية متنوعة للرد على العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك صواريخ لم يتم استخدامها حتى الآن.
وقال خلف، أن هذه الصواريخ ستكون جزءا من المواجهة ضد الجيش الإسرائيلي في حال استمرار التصعيد، مشددا على امتلاك الحركة خيارات متعددة للرد على التصعيد الإسرائيلي.
وأضاف خلف، في تصريح لوكالة “نوفوستي” الروسية: “كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استخدام صواريخ لم يتم اللجوء إليها حتى الآن، بالإضافة إلى الهجوم على نقاط التماس حيث يتواجد الجيش الإسرائيلي”.
وأكد خلف، على أن حركة “حماس” ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في قطاع غزة، مؤكدا أن الجانب الإسرائيلي هو من أخلّ بهذا الاتفاق عبر استمراره في شن الغارات والاعتداءات على القطاع.
وشدد خلف، أن حماس لن تتراجع عن شروطها التي تعتبرها ضرورية لحماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة، منتقدا الدور الأمريكي في الصراع.
ووصف القيادي في حماس الولايات المتحدة بأنها “شريك استراتيجي لإسرائيل”، وتبرر جرائمها وعدوانها المستمر، مما يجعلها غير مؤهلة للعب دور الوسيط النزيه في أي عملية سلام أو تفاوض مستقبلي.
وأكد خلف، أن الحركة ستواصل حوارها مع الوسطاء الإقليميين، وعلى رأسهم مصر وقطر، باعتبارهما الراعيين الأساسيين لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هذه الدول تلعب دورا محوريا في تهدئة الأوضاع ومنع المزيد من التصعيد.
وتواصلت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة باستئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية على قطاع غزة، حيث دانت عدد من الدول العربية والعالمية والمنظمات الدولية الغارات الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
فقد نددت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم الثلاثاء، بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة”.
وأكدت الوزارة في البيان رفض مصر “لكافة الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار”، مطالبة المجتمع الدولي “بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسة متجددة من العنف والعنف المضاد”.
كما طالبت “الأطراف بضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وأعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها بأشد العبارات استنئاف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، الثلاثاء، أن الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة “هي حرب على الإنسانية”.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية بترا عن حسان قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت اليوم، إن “كل المجتمع الدولي يجب أن يكون معنيًا بوقف هذا التوحش الذي طال الأطفال والنساء والعزل، واليوم يتمثل في التجويع لغايات التهجير، وطرد الشعب الثابت على أرضه”.
وأكد حسان مجددًا على “ثوابت الأردن القوية والراسخة تجاه القضيَّة الفلسطينية،” التي يعبر عنها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني دائمًا بكل وضوح في “لاءات الأردن الثلاثة لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “الجهود التي يقودها الملك الأردني مكرسة من أجل دعم وتثبيت صمود الفلسطينيين على ترابهم الوطني، وهذا هو الضمان الوحيد لاستعادة حقوقهم الكاملة وفي مقدِّمتها حقَّهم في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة، على خطوط 4 يونيو لعام 1967، وعلى أساس حل الدَّولتين”.
ونددت تركيا بالضربات الإسرائيلية القاتلة في غزة معتبرة أنها تشكل “مرحلة جديدة من سياسة إبادة” تنتهجها الدولة العبرية في القطاع الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن “قتل مئات الفلسطينيين في هجمات إسرائيل على غزة… يظهر أن سياسة الإبادة التي تنهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخلت مرحلة جديدة” في انتهاك للقانون الدولي.
وعبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن الفزع إزاء الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على غزة، وهو ما تقول السلطات الفلسطينية إنه أسفر عن مقتل المئات، مما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مع حركة حماس.
وقال تورك في بيان “أشعر بالفزع إزاء الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على غزة الليلة الماضية، والذي أسفر عن مقتل المئات، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. هذا سيزيد مأساة إلى المأساة”.
وأضاف: “لجوء إسرائيل إلى مزيد من القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني بالفعل من ظروف كارثية”.
قال الكرملين إنه يشعر بقلق إزاء ما وصفه بسقوط عدد كبير من المدنيين بعد غارات جوية شنتها إسرائيل على غزة، وعبر عن أمله في العودة إلى السلام.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: “لا شك أنه تدهور جديد للوضع (في غزة) ودوامة تصعيد أخرى تثير قلقنا”.
وتابع يقول “التقارير عن سقوط أعداد كبيرة من السكان المدنيين تثير القلق بشكل خاص”.
وأضاف “نراقب الوضع عن كثب، وننتظر بالطبع عودته إلى مسار سلمي”.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة فورا، مؤكدا أن استئناف التصعيد في غزة أمر مرعب.
وقالت رئيسة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، حجا لحبيب، في منشور عبر منصة “إكس”، اليوم الثلاثاء، “إن التصعيد المتجدد في غزة مدمر”، مبينة أن المدنيين يعيشون معاناة لا تُصدق، مطالبة بوقف هذه الحرب.
كما تابعت “يجب احترام القانون الدولي الإنساني، ويجب أن تتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. من الضروري العودة إلى وقف إطلاق النار فورًا لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح والدمار”.
كما دعت بريطانيا إلى العودة إلى وقف النار في أقرب وقت ممكن في غزة.
وأفادت مصادر صحفية، اليوم الثلاثاء، بأن القاهرة تتواصل مع مسؤولين من حماس لعقد اجتماع يناقش التطورات.
وأضافت أن هذه التحرّكات تتزامن مع اتصالات مكثفة مع الوسطاء لوقف التصعيد الإسرائيلي الحالي.
كما أكدت أن إسرائيل أبلغت الوسطاء رفضها وقف إطلاق النار حاليا. وكشفت عن محاولات من الوسطاء للإفراج عن عدد من الأسرى مقابل وقف فوري للنار.
وأتى التصعيد الإسرائيلي الدامي بعد تعثر المفاوضات التي انطلقت قبل أسابيع في الدوحة، وفشلها في التوصل إلى تمديد للهدنة. ففيما طالبت إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، أكدت حماس تمسكها بما اتفق عليه سابقا والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
كما جاء وسط تصاعد الضغوط في الداخل الإسرائيلي على حكومة نتنياهو من قبل بعض الأصوات المتطرفة، التي طالبت بالعودة إلى الحرب بدل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن أبواب الجحيم فُتحت.
وأضاف عبر حسابه في X، أن غزة لن تتوقف عن الاهتزاز إلا بعد تفكيك حماس بالكامل، وإعادة الرهائن، وإخراج سكان غزة وفقا لخطة ترامب، في إِشارة منه إلى اقتراح الرئيس الأميركي تهجير سكان القطاع والذي أثار جدلًا دوليًا واسعًا الشهر الماضي.
كما أضاف في بيان على حسابه في “إكس” أيضا، أن “الهجوم الجديد على غزة تدريجي ومختلف تماما عما تم إنجازه سابقا”، وأوضح أن هذا الهجوم يهدف إلى تدمير حماس وإعادة كافة الأسرى.
وأردف قائلا: “عازمون أكثر من أي وقت مضى على تدمير حماس”.
كما اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إطلاق كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف النار.
وأكد ساعر في تصريحات، اليوم الثلاثاء، “ألا وقف للنار من دون إطلاق كافة الرهائن”.
كما أشار إلى أن إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في غزة، لذا لا يمكنها القبول بذلك”، وفق تعبيره.
كما اعتبر أنه لا يمكن لحماس أن تكون جزءا من مستقبل القطاع.
وشدد على أنه “تم استئناف القتال في غزة لتحقيق أهداف الحرب”، مضيفا أنه “لم يكن أمام إسرائيل سوى استئناف القتال”. وأفاد بأن المفاوضات مع الحركة عبر الوسطاء وصلت إلى حائط مسدود، مشيرا إلى أن 59 أسيرًا إسرائيليا ما زالوا في قبضة حماس.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق اليوم، أنه قصف عشرات الأهداف في القطاع المدمر، مؤكدًا أن “الضربات ستستمر ما دام ذلك ضروريا، وستتجاوز نطاق الغارات الجوية”.
في حين حملت الولايات المتحدة حركة حماس مسؤولية التصعيد، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بريان هيوز، إن “حماس كان بإمكانها إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب بدلا من ذلك”.
بالمقابل، أعلنت حماس أنها تعمل مع الوسطاء من أجل كبح جماح إسرائيل.
وقال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، وقرر استئناف الحرب على غزة، لتصدير أزمته الداخلية وفرض شروط تفاوضية جديدة.
ونفت الحركة ادعاءات إسرائيل حول التحضير لشن هجوم، مؤكدة ألا أساس لها من الصحة، وأنها مجرد تبرير للعودة إلى الحرب.
يذكر أن الغارات الإسرائيلية أسفرت حتى الأن عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني وإصابت المئات، منذ استئنافها أمس.