مع توسع الفضاء الرقمي وتزايد الاعتماد على الإنترنت في التعليم والتسلية، تنشأ مخاطر وتحديات متسارعة تهدد شريحة الأطفال.
“الويب المظلم” أو ما يسمى “الدارك ويب” يمثل أحد أخطر هذه التحديات، فهو يتيح لمجرمين استغلال الثغرات التقنية والاجتماعية للتسلل إلى حياة الصغار، إذ لم تعد الجرائم الإلكترونية تقتصر على سرقة بيانات أو اختراق أنظمة، بل تجاوزت ذلك إلى استهداف الأطفال بشكل مباشر من خلاله.
ما “الدارك ويب”
يُعد “الدارك ويب” جزءًا خفيًا من شبكة الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر المتصفحات التقليدية مثل “كروم” أو “سفاري”، بل يحتاج إلى برامج خاصة مثل “TOR”.
الخبير في التكنولوجيا وأمن المعلومات عامر بشار، قال ل، إن هذا الفضاء يُستغل في أنشطة غير قانونية تشمل تجارة المخدرات والأسلحة والبيانات المسروقة، وحتى منصات استغلال الأطفال وغيرها من الممارسات الممنوعة.
استغلال الألعاب للوصول إلى “الدارك ويب”
تبدو بعض الألعاب عادية للوهلة الأولى، لكنها قد تتحول إلى بوابة غير آمنة، ولفت الخبير بشار عامر إلى أن بعض الجهات تستغل مثل هذه الألعاب بعد أن يتم تعديلها من خلال نسخ غير رسمية أو روابط تحميل مشبوهة لتكون بوابة يمكن أن تقود المستخدمين إلى غرف دردشة أو منصات على “الدارك ويب”، حيث يصبحون عرضة لسرقة البيانات أو الابتزاز أو حتى دفعهم إلى سلوكيات مؤذية.
علامات تكشف خطورة اللعبة
غالبًا ما تظهر مؤشرات تحذيرية تكشف أن اللعبة غير آمنة، مثل تحميلها من مصادر غير رسمية، ويوضح الخبير في التكنولوجيا وأمن المعلومات عامر بشار، أن هناك عدة إشارات مقلقة يجب الانتباه إليها:
مصدر التحميل غير الرسمي: اللعبة لا تُحمّل من المتجر الرسمي وإنما من رابط عشوائي أو منتدى غير معروف.
طلبات وصول مشبوهة: اللعبة تطلب صلاحيات غير منطقية مثل الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون أو جهات الاتصال دون سبب.
حجم اللعبة أو سلوكها غير طبيعي: اللعبة صغيرة الحجم جدًا، لكنها تستهلك الإنترنت بشكل كبير أو تبطئ الجهاز.
محادثات مجهولة المصدر: وجود غرف دردشة داخل اللعبة، حيث تتم دعوة الأطفال أو المستخدمين لمحادثات سرية خارج بيئة اللعبة.
ونبه الخبير إلى احتمال أن تكون اللعبة عادية ومحمّلة من المتجر الرسمي، لكن يتم إرسال إعلانات وروابط داخل اللعبة من قبل بعض الأشخاص، تدعو المستخدم للانضمام إلى دردشات خاصة أو تحميل إضافات من خارج المتجر.
نصائح تقنية للمستخدمين
لتفادي المخاطر المتعلقة بـ”الدارك ويب”، ينصح الخبير عامر بشار، باتباع إجراءات وقائية، كتحميل الألعاب فقط من المتاجر الرسمية، والتحقق من هوية المطوّر (هل الشركة معروفة وموثوقة)، ومراجعة التعليقات الخاصة باللعبة، فبعض المستخدمين يكشفون عادة عن مشكلات أو ممارسات مشبوهة.
كما يجب استخدام برنامج موثوق لمكافحة الفيروسات للكشف عن التطبيقات الضارة، ومن الضروري تفعيل الرقابة على الأذون، من خلال منع أي لعبة من الوصول إلى الميكروفون أو الكاميرا إلا إذا كان ذلك ضروريًا.
وأيضًا، مراقبة الدردشات أو المراسلات على اللعبة، ومنع إضافة أشخاص مجهولين للعب معًا، والمراقبة الدائمة لاستهلاك الإنترنت بشكل دائم، إذ قد تكون اللعبة ترسل بياناتك في الخلفية.
وبما أن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر عرضة للاستغلال عبر الألعاب الإلكترونية، يشدد عامر بشار على ضرورة أن يثقف الأهل أبناءهم حول وجود ألعاب خطيرة، وأن يتولوا بأنفسهم مهمة تثبيت الألعاب من مصادر آمنة.
كما ينصح باستخدام خاصية الرقابة الأبوية، والمتابعة المستمرة لما يتعرض له الأطفال من محادثات أو روابط، مع تعليمهم الحذر من الغرباء ومشاركة الأهل في اللعب أحيانًا لاكتشاف أي سلوك مريب.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي