بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج، الخميس، محادثاتهما في مدينة جيونجو ببوسان في كوريا الجنوبية على هامش الاجتماع الثاني والثلاثين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ أبيك (APEC).

وتصافح الرئيسان أمام وسائل الإعلام، وقال ترمب لشي: “من الجيد أن أراك مجدداً”، وأضاف أن الولايات المتحدة والصين قد توقعان “اتفاقاً تجارياً اليوم”.

وأضاف ترمب: “لقد اتفقنا بالفعل على الكثير من الأمور، وسوف نتفق على المزيد”، واصفاً نظيره الصيني بأنه “قائد عظيم لبلد عظيم”.

وفي الأيام التي سبقت الاجتماع، أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن ترمب لا ينوي تنفيذ تهديده الأخير بفرض ضريبة استيراد إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية، وقد أظهرت الصين علامات على استعدادها لتخفيف ضوابط التصدير على المعادن النادرة، وكذلك شراء فول الصويا من أميركا.

وذهب ترمب إلى أبعد من ذلك على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى كوريا الجنوبية، حيث قال للصحافيين إنه قد يخفض التعريفات الجمركية التي فرضها على الصين في وقت سابق من هذا العام، مقابل أن تقوم بدورها في تشديد الرقابة على تصدير المواد الكيميائية المُستخدمة في إنتاج مخدر “الفنتانيل”.

“اجتماع تنسيقي”

واجتمع مسؤولون من كلا البلدين خلال وقت سابق من هذا الأسبوع في كوالالمبور لتمهيد الطريق لزعيميهما. وبعد ذلك، صرّح كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنج قانج، بأنهما توصلا إلى “توافق أولي”، وهو بيان أكده وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي قال إنه كان هناك “إطار عمل ناجح للغاية”.

وأزالت المحادثات التي جرت في كوالالمبور من تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية 100% على الواردات الصينية، بدءاً من أول نوفمبر، لافتاً إلى أنه من المتوقع، في المقابل، أن تؤجل بكين تطبيق نظام تراخيص المعادن الاستراتيجية لعام، حتى تعيد النظر في هذه السياسة.

ولا تزال واشنطن وبكين على مسار تصادمي محتمل، إذ تتنافسان على الهيمنة في قطاع التصنيع، وتطوير التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي، وصياغة السياسات العالمية، على الرغم من أن الولايات المتحدة والصين أبدتا اعتقادهما بأن لديهما أدوات للضغط المتبادل.

وكانت شبكة CNN، أشارت إلى أن من أبرز القضايا التي قد يتضمنها إطار العمل تأجيل القيود المفروضة على تصدير المعادن النادرة، وهي خطوة من شأنها الحفاظ على وصول الولايات المتحدة إلى المواد الأساسية المستخدمة في الصناعات العسكرية، والهواتف الذكية، وأجهزة التلفزيون، والبطاريات الخاصة بالمركبات الكهربائية.

وتسيطر الصين على أكثر من 90% من إمدادات العالم من هذه المواد، التي تعد ضرورية لتصنيع التكنولوجيا الفائقة من السيارات الكهربائية إلى أشباه الموصلات والصواريخ.

وتُستخدم “المعادن النادرة”، مثل الغادولينيوم، والديسبروسيوم في مختلف القطاعات، من أشباه الموصلات وهواتف “آيفون” إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وعلاجات السرطان.

وفي الآونة الأخيرة، ازداد الطلب عليها بفضل التقنية الخضراء التي تُساعد في خفض انبعاثات الكربون.

ولطالما اعتمد العالم على الصين في الحصول على المعادن النادرة، وهو أمر استغلته البلاد لصالحها في الرد على الحرب التجارية التي بدأها ترمب.

هيمنة بكين

واستفادت بكين من هيمنتها على سلسلة التوريد للرد على الرسوم الجمركية الأميركية من خلال تقييد تصدير المعادن النادرة.

وفرضت بكين رسوماً جمركية انتقامية على فول الصويا الأميركي في وقت سابق من هذا العام رداً على الرسوم الجمركية المتعلقة بـ”الفنتانيل” البالغة 20% على السلع الصينية.

وأصرّ المفاوضون الصينيون على أن “الصين لن ترفع رسومها الانتقامية، ولن تستأنف شراء فول الصويا الأميركي حتى ترفع الولايات المتحدة رسوم الفنتانيل”.

ويمثل مخدر “الفنتانيل” قضيةً قائمةً منذ فترة طويلة بين واشنطن وبكين، إذ إنه أفيون اصطناعي يُلقى عليه اللوم في مئات الآلاف من حالات الوفاة؛ بسبب الجرعات الزائدة في السنوات الأخيرة.

وفي حال الموافقة على هذا الإطار، سيُخفف ذلك التوترات المُزعزعة للأسواق بين أكبر اقتصادين في العالم.

شاركها.