قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال مؤتمر حل الدولتين المنعقد في نيويورك، الاثنين، سلسلة خطوات لبناء “دولة واحدة غير مسلّحة، بقانون واحد وقوات أمن شرعية موحدة”، معرباً عن التزامه بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عام بعد انتهاء حرب غزة، وبإعداد دستور مؤقت خلال ثلاثة أشهر لضمان الانتقال من السلطة إلى الدولة.

وقال عباس في كلمة عبر الفيديو في مؤتمر حل الدولتين في نيويورك بعدما رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول، إن “إعلان نيويورك” الذي صدر عن مؤتمر يوليو، وأقرّته الجمعية العامة بأغلبية ساحقة في 12 سبتمبر، “شدد على أن الحرب على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف فوراً وبشكل مستدام، وأن جرائم الحصار والتجويع والتدمير لا يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق الأمن”.

كما طالب “بوقف دائم لإطلاق النار، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والأونروا، والإفراج عن الرهائن والأسرى جميعاً، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، والبدء بإعادة الإعمار دون تأخير في غزة والضفة الغربية من خلال المؤتمر الدولي في القاهرة”.

“دولة واحدة غير مسلحة”

وأكد عباس أن “دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لتحمل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في غزة عبر لجنة إدارية مؤقتة مرتبطة بالحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية وبدعم ومشاركة عربية ودولية”.

وشدد عباس على أنه “لن يكون لحركة حماس دور في الحكم”، داعياً “حماس” وكافة الفصائل لـ”تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية، لأن الهدف هو دولة واحدة غير مسلحة، وقانون واحد، وقوات أمن شرعية واحدة”.

وأضاف: “نؤكد إدانتنا لجرائم الاحتلال، كما ندين قتل وأسر المدنيين بما في ذلك ما قامت به حماس في 7 أكتوبر 2023”.

وأضاف عباس أن “دولة فلسطين تواصل أجندة إصلاح شاملة تعزز الحوكمة والشفافية وفرض سيادة القانون، وتشمل إصلاح النظام المالي والمناهج التعليمية وفق معايير اليونسكو خلال عامين، وإنشاء نظام رعاية اجتماعية موحد بعد إلغاء جميع المدفوعات السابقة لعائلات الأسرى والشهداء، ويخضع حالياً لتدقيق دولي من قبل شركة دولية متخصصة”.

انتخابات رئاسية وبرلمانية

كما أعرب عن التزامه بـ”إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال عام بعد انتهاء الحرب، وبصياغة دستور مؤقت خلال 3 أشهر لضمان الانتقال من السلطة إلى الدولة، بما يضمن عدم مشاركة أي أحزاب أو أفراد لا يلتزمون بالبرنامج السياسي والالتزامات الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية، وبمراقبة دولية”

وأوضح أن “فلسطين تسعى إلى دولة ديمقراطية عصرية قائمة على سيادة القانون، والتعددية، وتداول السلطة، والمساواة، والعدالة، وتمكين المرأة والشباب”.

وثمّن عباس، مواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، داعياً من لم يعترف بعد إلى القيام بذلك، وطالب بدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن فلسطين سبق أن اعترفت بحق إسرائيل في الوجود عامي 1988 و1993 ولا تزال تعترف بها.

وأعرب عباس، عن استعداد فلسطين للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومع السعودية وفرنسا والأمم المتحدة وجميع الشركاء، لتنفيذ “خطة السلام” التي أقرت في المؤتمر ضمن جدول زمني محدد وبرقابة وضمانات دولية، بما يفتح الطريق نحو “سلام عادل وتعاون إقليمي شامل”.

ودعا الرئيس الفلسطيني “إسرائيل للجلوس فوراً إلى طاولة المفاوضات لوقف شلال الدم، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة”.

ووجه عباس كلمة للشعب الإسرائيلي قائلاً: إن “مستقبلنا ومستقبلكم يكمن في السلام، فليتوقف العنف والحرب. من حق أجيالنا أن تنعم بالأمن والحرية، لتعيش شعوب منطقتنا في سلام دائم وحسن جوار”.

كما وجه عباس رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: إن “فجر الحرية والاستقلال قادم لا محالة، وهذا اليوم هو يوم دولة فلسطين وبدء عملية السلام في الشرق الأوسط، وندعو قريباً إلى مؤتمر دولي يحقق هذا الأمر”.

شاركها.