اخر الاخبار

السبّاحة العالمية يسرى مارديني تبكي فوق ركام منزلها المدمر

عادت السبّاحة السورية العالمية يسرى مارديني لزيارة منزلها في داريا بريف دمشق، لتُصدم بحجم الدمار الكبير الذي حلّ بالمدينة، جراء القصف العنيف للنظام السوري السابق وحليفه الروسي قبل سنوات.

وظهرت مارديني بفيديو مؤثر وهي تبكي فوق أطلال منزلها المدمر، حيث قالت إنها جاءت إلى داريا لتفقد ما بقي من منزلها، علّها تجد صورة أو أي شيء يذكرها بحياتها فيه، لكنها لم تجد شيئًا.

وأضافت مارديني عبر حسابها على “إنستجرام”، “أنا في المنزل. لكن منزلي لم يعد قائمًا. أريد أن أشارك مشاعري معكم، لأن الأمر لا يتعلق بي وحدي، بل هو واقع يعيشه كثير من السوريين اليوم. خسارة، ألم، وصدمة. هذا هو المنزل الذي نشأت فيه، حيث رسمت أحلامي بأن أصبح أفضل امرأة يمكن أن أكونها، وحيث كنت أغسل سيارة والدي معه في الحي. نعم، منزلي أصبح ركامًا، لكن تلك الذكريات ستظل تمنحني القوة للمضي قدمًا. الحمد لله”.

ولدت مارديني في 5 من آذار 1998 في دمشق، ونشأت في عائلة رياضية، وبدأت السباحة في سن مبكرة، دربها والدها إيزيت مارديني، وهو سبّاح ومدرب معروف، ومثلت سوريا في مسابقات دولية، منها بطولة العالم للسباحة القصيرة 2012 في اسطنبول.

غادرت يسرى مع شقيقتها سارة سوريا عام 2015، ووصلتا إلى لبنان ومن ثم إلى تركيا، حيث استقلتا قاربًا برفقة 18 شخصًا من المهاجرين الآخرين هاربين إلى جزيرة يونانية.

القارب تعطّل حينها وسط بحر إيجة، وقفز أربعة أشخاص يجيدون السباحة إلى الماء ومن ضمنهم يسرى وسارة، وعملوا على سحب القارب عبر المياه لأكثر من ثلاث ساعات، حتى وصل القارب إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

بعد ذلك، تنقلت الأختان سيرًا على الأقدام وبالحافلة والقطار، عبر اليونان ودول البلقان والمجر والنمسا حتى وصلتا إلى ألمانيا، حيث استقرتا في برلين.

بعد وصولهما تبنّت جمعية خيرية محلية تدريبهما على السباحة في أحد النوادي القريبة من مخيم للاجئين في برلين.

يسرى مارديني شاركت مع مجموعة من الرياضيين اللاجئين في أولمبياد “ريو 2016” في البرازيل، ضمن منافسات السباحة، وتصدرت سباق مجموعتها بتوقيت 1.09.21 دقيقة، لكنها حلّت في المركز الـ41.

عُيّنت يسرى في عام 2017 أصغر سفيرة للنيات الحسنة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي حاليًا متحدثة باسم اللاجئين حول العالم.

في عام 2022، أنتجت شبكة “نتفليكس” فيلمًا بعنوان “السباحتان”، حيث يروي السيرة الذاتية للسبّاحة السورية يسرى مارديني وشقيقتها سارة، بأسلوب درامي يجسّد جزءًا من حياة مئات السوريين الذين أُجبروا على عبور البحر هربًا من الحرب.

يبدأ العمل بمشاهده الأولى في عام 2011 لحياة الأختين مارديني، تُظهر علاقتهما المتوترة، وينتقل إلى عام 2015 ليعرض حياة الفتاتين التي تعكس وجود نموذجين متناقضين للحياة في سوريا خلال ذلك العام، أحدهما الحياة تحت القصف والحصار، والآخر احتفالات وحياة أشبه بالطبيعية، وهي حياة الأختين مارديني.

بدءًا من مقتل إحدى صديقاتهما (رزان حداد)، وتعرضهما للتحرش من قبل عناصر أحد حواجز النظام السوري السابق، يدفع الخوف الأختين لمحاولة السفر، التي تستعرض ركوبهما برفقة مجموعة أشخاص بقارب مطاطي مهترئ وشبه معطل.

ومع تعثّر الرحلة، تربط سارة الحبل حول خصرها وتقفز بالبحر لتخفيف الوزن، وتتبعها يسرى لتسبح الفتاتان حتى الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية، وتسهمان بذلك بإنقاذ البقية ما يجعلهما “بطلتي الرحلة” بالنسبة للجميع، بحسب ما تسرده أحداث الفيلم.

 

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *