تسلمت سوريا الشحنة الأولى من المنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية، والمقررة لدعم قطاع الطاقة فيها.

ورست ناقلة النفط السعودية “بيتاليدي” في ميناء “بانياس” محملة بالبترول الخام السعودي محملة بأكثر من 89 ألف طن (بنحو 650 ألف برميل)، كجزء من المنحة التي يبلغ إجمالي حجمها مليون و650 ألف برميل من النفط الخام.

وقالت الشركة السورية للبترول، إنه تم استكمال جميع الإجراءات اللوجستية والفنية لبدء عمليات الربط والتفريغ الفوري للحمولة، ليتم البدء في تحويل النفط الخام إلى مشتقات بترولية لتلبية الاحتياجات المحلية.

وتعكس هذه المنحة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية، جهود المملكة للإسهام في تحسين الاستقرار والتنمية المستدامة للشعب السوري، انطلاقًا من العلاقات الوثيقة بين البلدين.

وفي 11 من أيلول الماضي، أعلنت السعودية تقديم دعم إلى سوريا لتأمين احتياجاتها من الوقود، من خلال منحة بـ1.65 مليون برميل نفط، لتلبية جزء من احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية، وأيضًا توفير الوقود لمحطات الكهرباء.

ووقّع الصندوق السعودي للتنمية مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة السورية، تتضمن تقديم منحة من النفط السعودي إلى سوريا، للإسهام في تعزيز تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية، لدعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا، وتمكين القطاعات الحيوية فيها من النمو، ودعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

شحنة النفط السعودية

أظهرت بيانات، اطلعت عليها منصة “الطاقة” المتخصصة، تحميل شحنة النفط السعودية في منتصف تشرين الأول الماضي، على متن الناقلة “بيتاليدي” التي ترفع علم ليبيريا.

وأوضحت صور الأقمار الاصطناعية وبيانات تتبع الناقلات أن السفينة حُمّلت بـ “خام الحوت” من الخفجي، وبعدها توقفت في “رأس تنورة”، لتأخذ مكثفات حقل الخف لمزجها مع “خام الحوت”، بما يحقق المواصفات المناسبة لمصفاة “بانياس” السورية.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت، في تصريحات خاصة للمنصة، أن توقف الناقلة التي تحمل شحنة نفط سعودية إلى سوريا في أكثر من موقع، يعود إلى أن الأنواع التي تتناسب مع المصافي السورية غير متوافرة في ينبع على البحر الأحمر.

وحرصت الناقلة، التي حملت شحنة النفط السعودية إلى سوريا، على تجنّب العبور من البحر الأحمر رغم قرب المسافة، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.

وأرجعت المصادر مرور الناقلة حول أفريقيا إلى عاملين رئيسين؛ هما: أن خزانات النفط في سوريا مليئة، وليس هناك مكان لتخزين أي نفط يصل إلى البلاد في الأيام المقبلة.

وأسهمت عوامل متعلقة بتكلفة التأمين والسلامة، في اختيار مسار السفينة حول أفريقيا، إذ إن تكاليف التأمين في البحر الأحمر في وقت انطلاق رحلة الشحنة كانت عالية بسبب عدم توقف هجمات الحوثيين على السفن.

وتشير قاعدة بيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة “الطاقة” المتخصصة، إلى أن هذه الشحنة تعد أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا، إذ لم تستورد سوريا تاريخيًا أي شحنات من النفط السعودي.

مصفاة بانياس تبدأ تحديثات واسعة لتحسين الإنتاج والأداء

المصدر: عنب بلدي

شاركها.