اخر الاخبار

السعودية تدين الهجمات على مخيمات النازحين في الفاشر بالسودان

أعربت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، عن إدانة المملكة واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات النازحين في مدينة الفاشر (زمزم وأبو شوك) عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، التي أسفرت عن سقوط وإصابة العشرات، في “انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأكدت الوزارة في بيان رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، وأهمية وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) في 11 مايو 2023.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقّعا على إعلان مبادئ إنساني في مدينة جدة التي استضافت محادثات بين الطرفين برعاية سعودية أميركية، وذلك دون التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

فيما قالت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثة، إن “مئات أصيبوا ولقوا حتفهم في هجوم مدمر شنته قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر”، فيما وصفه البعض بأنه “أحد أسوأ الانتهاكات منذ اندلاع الحرب”، بينما نفت قوات الدعم السريع وقوع مجازر في مخيم زمزم، ووصفتها بأنها “ملفقة”.

واشنطن تندد

ونددت الولايات المتحدة، السبت، بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على عدة مناطق في أنحاء السودان وأسفرت عن سقوط العشرات، بينهم 9 من موظفي الإغاثة، داعية في الوقت نفسه إلى فتح ممرات إنسانية آمنة للفارين من العنف.

وأعربت الخارجية الأميركية في بيان عن “قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بشن قوات الدعم السريع هجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك شمال دارفور”.

اليونيسف تدعو لوقف “الأعمال الوحشية”

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الأحد، إن ما لا يقل عن 23 طفلاً و9 من عمال الإغاثة سقطوا في مخيمات الفاشر وأبو شوك وزمزم في شمال دارفور بالسودان خلال الأيام الثلاثة الماضية.

ودعت إلى وقف “الأعمال الوحشية” ضد المدنيين والأطفال وعمال الإغاثة على الفور في السودان، مشيرة إلى أنه لا يزال الوصول إلى مخيم زمزم محظوراً، وانعدام الأمن جعل إيصال المساعدات والسلع التجارية شبه مستحيل.

وحذرت المنظمة من أن نحو مليون شخص في الفاشر، ومخيم زمزم معرضون لخطر كبير إذا لم تصل إمدادات إضافية بشكل عاجل إلى هذه المناطق.

“جرائم حرب”

وذكرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بالسودان في بيان، أن “الموجة الأولى من الهجمات المتعددة بدأت، الخميس، واستمرت الهجمات حتى الجمعة والسبت، ما أدى إلى تدمير منازل وأسواق ومرافق للرعاية الصحية”.

وقالت المنسقية إن الهجوم “خلف مئات الضحايا والمصابين، غالبيتهم من النساء والأطفال”، كما نددت بالهجمات، ووصفتها بأنه “جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”.

وأضافت أن “هجمات مماثلة على مخيم أبو شوك الأسبوع الماضي أودت بحياة 35 مدنياً”.

وكانت وسائل إعلام سودانية نقلت، السبت، عن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر قوله، إن “أكثر من 100 شخص سقطوا في هجمات للدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين بجنوب مدينة الفاشر”.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي في بيان، السبت، إن “100 مدني على الأقل سقطوا في مخيم أبو شوك ومعسكر زمزم اللذين يستضيفان أكثر من 700 ألف نازح، وأصبح العديد منهم الآن محاصرين دون مأوى آمن”.

وقالت منظمة “ريليف إنترناشونال”، وهي آخر منظمة تقدم خدمات أساسية في معسكر زمزم، إن “المركز الطبي التابع لها تعرض للهجوم، ولقي 9 من الموظفين حتفهم، منهم أطباء وسائقون”.

“الدعم السريع” تنفي

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع وقوع مجازر في مخيم زمزم، ووصفتها بأنها “ملفقة”، قائلة إن “مقطع فيديو نشر مؤخراً يصور معاناة المدنيين مفبرك من الجيش السوداني”.

وفي بيان صدر، السبت، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية، باستخدام ممثلين وفبركة مشاهد داخل المخيم لتجريمهم زوراً.

ونفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أي هجمات على المدنيين، وأكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي، كما انتقدت ما وصفته بحملة دعائية “تهدف تشويه سمعتها وصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية المرتكبة ضد الشعب السوداني”.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.

ومنذ ذلك الحين، أدّى الصراع إلى نزوح ملايين وتدمير مناطق مثل دارفور، حيث “تقاتل قوات الدعم السريع الآن للحفاظ على معقلها وسط تقدم الجيش في الخرطوم”.

حاكم دارفور يدعو لـ”فك الحصار” عن الفاشر

من جانبه، دعا حاكم إقليم دارفور بالسودان مني أركو مناوي، الأحد، إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر ومحلية أم كدادة غرب البلاد.

وفي منشور على “فيسبوك، قال مناوي الذي يرأس فصيلاً مسلحاً يدعم الجيش السوداني: “لنستجمع قوتنا وإرادتنا ولنظهر للعالم أن لدينا القدرة على تغيير واقعنا، دعونا نعمل معاً من أجل تحرير وطننا”، وأشار إلى أنه ظل يناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العالمية لحل الأزمة في المدينة.

وتقاتل عدد من الحركات المسلحة في إقليم دارفور إلى جانب الجيش السوداني منذ بدء هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور.

ووقَّعت الحركات المسلحة اتفاق سلام في جوبا عاصمة جنوب السودان عام 2020، فيما يعرف بـ”اتفاق جوبا للسلام”، الذي أنهى عقوداً من القتال في إقليم دارفور ومنطقة النيل الأزرق، وتولى بموجبه عدد من قادة المجموعات المسلحة مناصب في مجلس السيادة والحكومة التنفيذية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *