أعربت وزارة الخارجية السعودية، الجمعة، عن إدانة المملكة واستنكارها الشديد لـ”التصريحات العدوانية” الصادرة عن “رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد دولة قطر الشقيقة”.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان: “تجدد المملكة تضامنها مع دولة قطر الشقيقة فيما تتخذه من إجراءات، لتؤكد أن هذه التصريحات والممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاتها الجسيمة، والخطيرة للقوانين والأعراف الدولية، تحتم على المجتمع الدولي مواصلة اتخاذ الإجراءات الفعلية، لوضع حد لهذه السياسات الإسرائيلية التخريبية في المنطقة”.

واستنكرت قطر، الأربعاء، بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن استضافة الدوحة لمكتب حركة حماس، ووصفتها بـ”المتهورة”، لافتة إلى أنها “ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو، ووقف ممارساته غير المسؤولة”.

وأكدت الخارجية القطرية، في بيان، أن “استضافة مكتب (حماس) جرت في إطار جهود الوساطة التي طُلبت من دولة قطر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل”، موضحةً أن “نتنياهو يدرك تماماً أن لهذا المكتب دوراً محورياً في إنجاح العديد من عمليات التبادل والتهدئة التي حظيت بتقدير المجتمع الدولي”.

وأشارت إلى أن تلك العمليات أسهمت في التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية مأساوية منذ السابع من أكتوبر 2023.

وكان نتنياهو ادّعى، في وقت سابق الأربعاء، عبر مقطع فيديو نُشِر على منصة “إكس”، أن إسرائيل نفذت هجومها في الدوحة “على خطى الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر”،  زاعماً أن “قطر تؤوي قادة حركة حماس وتمولها”.

وحذر نتنياهو قطر من أنه يتعين عليها إما طرد مسؤولي حماس أو تقديمهم للعدالة، وقال: “إذا لم تفعلوا ذلك، فسنفعل نحن”.

واعتبرت قطر، في البيان، تصريحات نتنياهو “محاولة مشينة لتبرير الهجوم الجبان” الذي استهدف الأراضي القطرية، إضافة إلى “التهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة”.

وشددت على أن “المفاوضات كانت تُعقد بشكل رسمي وعلني، وبدعم دولي، وبمشاركة وفود أميركية وإسرائيلية”، لافتةً إلى أن “محاولة نتنياهو الإيحاء بأن قطر كانت تؤوي وفد حماس سراً لا تُفهم إلا كمسعى يائس لتبرير جريمة أدانها العالم أجمع”.

مقارنة مغلوطة

وأوضحت الخارجية القطرية أن “المقارنة المغلوطة مع ملاحقة تنظيم القاعدة بعد الأحداث الإرهابية في 11 سبتمبر، محاولة بائسة جديدة لتبرير ممارساته (نتنياهو) الغادرة”، مشيرة إلى أنه “لم تكن هناك وساطة دولية يشارك فيها وفد تفاوضي من تنظيم القاعدة تتعامل معها الولايات المتحدة بدعم دولي في سبيل إحلال السلام بالمنطقة”.

وقالت في البيان إن “مثل هذه التصريحات لا تستغرب من شخص يعتمد على خطاب متطرف لحشد الأصوات الانتخابية، ومطلوب للعدالة الدولية، ويواجه عقوبات متزايدة يومياً، ما يعمّق من عزلته على الساحة العالمية”.

كما نوهت الخارجية القطرية إلى أن التضامن الدولي الواسع مع دولة قطر، في المقابل، يكشف أن “التهديدات الرعناء الموجهة ضد سيادة الدول مرفوضة جملة وتفصيلاً”.

محاسبة نتنياهو

وأكدت أن “دولة قطر، على الرغم من محاولات نتنياهو للنيل من مصداقيتها وجهودها، ماضية في القيام بدورها كشريك دولي موثوق ونزيه من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

ولفتت إلى أن الدوحة “ستتخذ كافة التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها وأراضيها، ولن تدخر جهداً في مواجهة أي مساعٍ للمساس بمكانتها ودورها، كما ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو، ووقف ممارساته المتهورة وغير المسؤولة”.

وجددت الوزارة “التزام دولة قطر الراسخ بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، داعيةً “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته عبر رفض خطاب نتنياهو التحريضي والإسلاموفوبي، ووضع حد لمحاولات التضليل السياسي التي تقوض جهود الوساطة وتعطل مساعي تحقيق السلام”.

شاركها.