السعودية تعلن رفض الدعوة لتشكيل “حكومة موازية” في السودان

أعلنت وزارة الخارجية السعودية، الجمعة، رفض المملكة “أي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان قد تمس وحدته، ولا تعبر عن إرادة شعبه، بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية”، مؤكدةً موقف المملكة الثابت تجاه دعم السودان، وتجاه أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.
ودعت المملكة، الأطراف السودانية إلى تغليب مصلحة البلاد على أي مصالح فئوية، والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى، مجددة التزامها باستمرار بذل كل الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع إعلان جدة الموقع في مايو 2023، بحسب بيان الوزارة.
كانت كينيا استضافت اجتماعاً لتوقيع اتفاق سياسي بين قوات الدعم السريع، وقوى سياسية وجماعات مسلحة لتشكيل “حكومة موازية” في خطوة أعلن السودان رفضها بوصفها “تشجع على تقسيم الدول الإفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها”.
وأثار توقيع “ميثاق نيروبي” بين قوات الدعم السريع والمكونات المتحالفة معها، قلق الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي اعتبرته “تصعيداً جديداً”، و”خطوة لن تساعد في جلب السلام والأمن إلى السودان”، كما أثيرت حول هذا الميثاق الموقع في العاصمة الكينية خلافات داخلية سودانية بشأن قضايا جوهرية في الدستور.
ويرى مراقبون تحدثوا لـ”الشرق”، أن الخلافات تتركز أساساً على طبيعة تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، وكذا النقطة المتعلقة بـ” إقرار مبدئي بعلمانية الدولة وحق تقرير المصير”.
وفي أول ردّ فعل لها على ميثاق وقعت عليه قوى سياسية ومسلحة سودانية في نيروبي، تمهيدا لتشكيل حكومة، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ”الشرق”، إن محاولات الدعم السريع وحلفائها تشكيل حكومة في مناطق سيطرتها لن تساعد في جلب السلام والأمن في السودان.
ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 بعد خلافات بشأن خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، كما تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.