السفير يوسف الشرقاوي في حواره لبلدنا اليوم: مصر صمام أمان لجيرانها العرب
الثلاثاء 07 يناير 2025 | 11:10 مساءً
الدكتور يوسف الشرقاوي
تتابع مصر بترقب شديد التطورات في سوريا ولبنان لاسيما غزة، فتصاعد وتيرة الأزمات في الدول الثلاث مؤخراً، يؤثر بشكل كبير على ملامح السياسة الإقليمية والدولية، ومع استمرار التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، يبقى الدور المصري محوريًا في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.
الدكتور يوسف الشرقاوي
في هذا الحوار الخاص، نستعرض رؤية السفير الدكتور يوسف الشرقاوي مساعد وزير الخارجية الأسبق، حول التطورات الراهنة في سوريا والدور المصري في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية.. وفيما يلي نص الحوار .
سيادة السفير ” كيف ترى التطورات الأخيرة في سوريا؟ وهل بدا الوضع يتجه نحو الاستقرار؟
ما شهدته سوريا في ديسمبر الماضي، يُعد تحولًا دراماتيكيًا لم يكن متوقعًا، خاصة بعد فرار الرئيس السوري السابق بشار الأسد، فهذا التغيير فاجأ الجميع والحديث عن استقرار يصعب التنبؤ به لأن سوريا تمر الآن بمرحلة انتقالية ، والأهم في هذه المرحلة هو تحقيق توافق بين جميع مكونات المجتمع السوري لبناء سوريا الجديدة.
ويبقى من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن الاستقرار الكامل في سوريا لا يزال يواجه العديد من التحديات، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني، من بين هذه التحديات، التوازنات الإقليمية المعقدة، والتحالفات الدولية المشتتة.
الدكتور يوسف الشرقاوي
ما هو دور مصر في دعم العملية السياسية في سوريا؟
مصر تُعد صمام أمان للأمن القومي العربي، ودورها في استقرار سوريا تاريخي واستراتيجي، فالعلاقات بين مصر وسوريا قوية على المستويين الرسمي والشعبي ، وازدادت متانتها في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر وكذلك حرب أكتوبر 1973، ومنذ تولى القيادة السياسية حكم البلاد عام 2014 ، ومصر تدعم وحدة سوريا واستقرارها، وترفض أي تدخل خارجي، وتواصل تحركاتها الدبلوماسية لتحقيق توافق بين الأطراف السورية، فاستقرار سوريا جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
كيف تؤثر التدخلات الإقليمية والدولية في سوريا على وحدتها واستقرارها خاصة في المرة الحالية التي يُعاد فيها بناء سوريا الجديدة؟
التدخلات الإقليمية والدولية في سوريا تمثل أحد أبرز العوامل الرئيسية التي تؤثر على تطورات الأوضاع هناك، كما نها تُشكل تحديات إضافية لمصر التي تنظر إلى سوريا باعتبارها بوابة استراتيجية للأمن القومي المصري في الشرق الأوسط؛ فسوريا دولة محورية في المنطقة العربية، وتشترك في حدود مع العراق و تركيا و لبنان و إسرائيل، مما يجعل استقرارها أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للأمن الإقليمي.
كيف تقيم دور مصر في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؟
يُعتبر دور مصر في الوساطة بين إسرائيل و الفصائل الفلسطينية، من الأدوار البارزة للدبلوماسية المصرية التي تُساهم دائماً في محاولات تحقيق الاستقرار و التهدئة في قطاع غزة المُحاصر والمناطق الفلسطينية الأخرى، وعلى مدى عقود لعبت مصر دورًا أساسيًا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي تعتبر إحدى الدول العربية الكبرى التي تتمتع بعلاقات مباشرة مع إسرائيل وتتمتع بمصداقية لدى الفصائل الفلسطينية، والسلطات المصرية تعمل دائماً على تنسيق جهودها مع الدول الإقليمية والدولية، لضمان دعم دولي لجهودها في التوصل إلى اتفاقات دائمة لحل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كيف يمكن أن تؤثر إدارة ترامب الجديدة على الوضع في الشرق الأوسط؟
السياسة الخارجية الجديدة للرئيس ترمب قد تحمل العديد من التحولات التي قد تؤثر على الشرق الأوسط بشكل عام، وعلى قضية فلسطين بشكل خاص، من خلال تصعيد بعض المواقف مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وكذلك الضغط على السلطة الفلسطينية في محاولات لتسريع التوصل إلى حلول قد تتجاوز بعض المبادئ التقليدية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد تخلق هذه السياسة تحديات جديدة في المنطقة، ومصر باعتبارها دولة محورية في الشرق الأوسط ملتزمة دائمًا بموقفها الثابت الذي يرتكز على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.، وهذا الموقف يعكس التزام مصر العميق بالحل العادل والشامل الذي يحترم الحقوق الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية، وهو ما تراه مصر السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
كيف يمكن لمصر أن تساهم في خفض التصعيد في لبنان ؟
مصر تعتبر أن خفض التصعيد في لبنان يعد أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط من أجل استقرار لبنان، بل من أجل استقرار المنطقة بأسرها، وفيما يتعلق بالتوترات بين تل أبيب و حزب الله، ترى مصر أن أي تصعيد بين الجانبين يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، ولذلك فإنها تدعو إلى التهدئة والتركيز على الحلول السياسية التي تضمن حقوق جميع الأطراف وتعزز الأمن الإقليمي، وتعمل على تنسيق الجهود مع القوى الدولية والجامعة العربية لضمان وقف التصعيد في لبنان، كما أن مصر تؤكد على ضرورة احترام سيادة لبنان و عدم التدخل في شؤونه الداخلية، وهو ما يسهم في تعزيز الأمن اللبناني ويمنع تفاقم الوضع الضغوط الاقتصادية، فمصر تدرك تمامًا التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، خاصة في ظل الأزمات المالية والاقتصادية الحالية، وتدعو إلى دعم لبنان على المستوى الدولي، وتعزيز التعاون العربي في توفير المساعدة الاقتصادية اللازمة لتخفيف الأعباء على الشعب اللبناني، كما أن مصر تؤمن بأن الاستقرار الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إصلاحات داخلية و دعم دولي فعال.
المصدر: بلدنا اليوم