تبتكر أوكرانيا أساليب جديدة للحصول على دعم الولايات المتحدة في حربها ضد روسيا، فيما يرجح البعض أن يوجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب اهتمامه الكامل نحو زيادة الضغط على موسكو بعد نجاحه في إبرام اتفاق في غزة، بحسب “بلومبرغ”.

ويعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقاء نظيره الأميركي في البيت الأبيض، الجمعة، لبحث تعزيز الدفاعات الجوية والحصول على أسلحة بعيدة المدى ومساعدات عاجلة في مجال الطاقة، في وقت تكثف موسكو ضرباتها على منشآت المياه والغاز الأوكرانية قبيل حلول فصل الشتاء.

وبعد مرور 9 أشهر على الولاية الثانية لترمب، تحول الصراع في أوكرانيا إلى حرب استنزاف طويلة تكبدت فيها روسيا خسائر فادحة مقابل مكاسب ميدانية محدودة، فيما يستخدم الطرفان ضربات بعيدة المدى في محاولة لتقويض معنويات خصومهما. 

ويسعى زيلينسكي إلى استثمار حالة الإحباط التي تسيطر على ترمب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد سلسلة من المحادثات بينهما لم تسفر عن أي تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب.

وقبيل الزيارة، وهي الثالثة لزيلينسكي منذ تولي ترمب الرئاسة، عرض مسؤولون أوكرانيون مشاركة خبراتهم في تكنولوجيا الطائرات المُسيرة وإنتاجها، مقابل الحصول على إمدادات أميركية من الأسلحة ومصادر الطاقة التي تحتاجها كييف بشدة.

تصنيع أسلحة أوكرانيا

وقالت مصادر مطلعة لـ”بلومبرغ”، إن المباحثات تشمل اتفاقاً محتملاً يتيح تصنيع الطائرات المُسيرة الأوكرانية في الولايات المتحدة أو أوروبا، ليُعاد تصديرها لاحقاً.

ورغم استمرار أوكرانيا في طلب مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك صواريخ “باتريوت”، فإن عرضها التعاون في تصنيع الطائرات المُسيرة يبرز مجالاً تفوقت فيه كييف من حيث الخبرة، نتيجة الضغط المستمر للابتكار من أجل صد الغزو الروسي.

وقالت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة، أولجا ستيفانيشينا، في بيان: “أطلقنا مفاوضات بشأن اتفاق فريد لتبادل التكنولوجيا، يتيح للولايات المتحدة الوصول إلى أحدث تقنيات الطائرات المُسيرة الأوكرانية”.

وأضافت: “هذه الشراكة لا تمثل نقطة تفوق استراتيجية لأوكرانيا فحسب، بل تشكل أيضاً إسهاماً حقيقياً في أمن الولايات المتحدة وحلفائها على مستوى العالم”.

ووفقاً لمصادر مطلعة، طلبت من “بلومبرغ” عدم الكشف عن هويتها للحديث بحرية عن المحادثات، ناقش مسؤولون أميركيون وأوكرانيون كذلك إمكانية تصدير الولايات المتحدة الغاز الطبيعي المسال للمساعدة في تلبية احتياجات أوكرانيا من الطاقة في أعقاب الضربات الروسية.

وأضافت المصادر أن زيلينسكي سيكرر هذا الطلب خلال لقائه ترمب، مقابل إتاحة الفرصة للشركات النفطية الأميركية لاستخدام البنية التحتية الأوكرانية لأنابيب النفط لتصدير إنتاجها إلى سلوفاكيا والمجر.

نهج جديد لواشنطن

ودعا ترمب الاتحاد الأوروبي إلى وقف شراء منتجات الطاقة من روسيا، فيما تظل سلوفاكيا والمجر الدولتين الوحيدتين داخل الاتحاد اللتين تعتمدان على الواردات الروسية. 

وكتب زيلينسكي على منصة “إكس”: “أنجزنا جزءنا من التحضيرات قبيل الاجتماع مع الرئيس ترمب، سواء في الشق العسكري أو الاقتصادي”.

وفي خطوة موازية، عرضت كييف على الشركات الأميركية تخزين الغاز الطبيعي المسال بأسعار منخفضة في منشآتها الضخمة تحت الأرض، لتعزيز صادرات الطاقة الأميركية إلى بقية أوروبا، بحسب المصادر ذاتها. 

واعتبرت “بلومبرغ” أن هذه الجهود الإبداعية في الضغط السياسي تعكس محاولة أوكرانيا تبني نهج جديد لإبقاء واشنطن منخرطة في الحرب ضد روسيا، بعد الاجتماع “الكارثي” الذي جمع زيلينسكي وترمب في فبراير الماضي.

وكثفت إدارة ترمب دعواتها لأوروبا لزيادة مساهمتها في تمويل الحرب ضد روسيا، التي اتُهمت مؤخراً بشن سلسلة من الهجمات الهجينة في أنحاء القارة. ويرى عدد من المسؤولين أن الوقت قد يكون مناسباً لإطلاق جهود دبلوماسية جديدة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويأتي هذا بينما يستفيد ترمب من الزخم الذي أحدثه “الإنجاز الدبلوماسي” في غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلا أن طموحه ما زال يدفعه لتحقيق المزيد، خصوصاً بعد أن حُرم من جائزة نوبل للسلام التي سعى إليها علناً. 

شاركها.