السهر ليلًا يرفع خطر الإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يفضلون السهر ليلًا، والمعروفين باسم “بوم الليل”، معرضون لخطر أعلى للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يفضلون الاستيقاظ مبكرًا.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها اختلال الساعة البيولوجية نتيجة عدم تناغمها مع مواعيد العمل أو الدراسة الصباحية، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
وأشارت الدراسة، التي نقلها موقع “Medical News Today” الطبي المتخصص، في19 من آذار الحالي، إلى أن التعرض للضوء الطبيعي يلعب دورًا رئيسًا في هذه الظاهرة، حيث يتمتع الذين يستيقظون باكرًا بفرصة أكبر للتعرض لضوء النهار، ما يعزز إفراز هرمونات تحسن المزاج مثل السيروتونين.
في المقابل، قد يعاني “بوم الليل” من قلة التعرض للضوء الطبيعي، ما يؤثر على إفراز الهرمونات المنظمة للنوم والمزاج، مثل الميلاتونين.
كما أبرزت الدراسة أن نمط الحياة المرتبط بالسهر ليلًا قد يتضمن عادات غير صحية، مثل قلة النوم، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني، ما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
للوصول إلى هذه النتائج، جمع الباحثون عبر استبيان بيانات من 546 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 17 و28 عامًا يدرسون في جامعة “University of Surrey”، طُلب منهم تقديم معلومات عن أنماط نومهم، واستهلاك الكحول، واليقظة الذهنية، ومستويات الاكتئاب، والقلق.
عند التحليل، وجد فريق الدراسة أن المشاركين الذين لديهم نمط زمني مسائي (أو ما يُعرف بـ”بوم الليل”) كانوا معرضين لخطر أعلى بشكل ملحوظ للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين لديهم نمط زمني صباحي (أو ما يُعرف بـ”طيور الصباح”).
النمط الزمني للشخص (Chronotype) أو الوقت المفضل في اليوم الذي يرغب فيه أن يكون مستيقظًا أو نائمًا، يؤثر على الإيقاع اليومي الطبيعي للجسم.
نسبة كبيرة (حوالي 50%) من الشباب البالغين يفضلون السهر ليلًا، ومعدلات الاكتئاب بين الشباب البالغين أعلى من أي وقت مضى. لذلك، فإن دراسة هذا الارتباط أمر مهم.
ولمواجهة هذه التحديات في مجتمع دائم النشاط، أوصت الدراسة باتباع عدة استراتيجيات، منها تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وتقليل التعرض للضوء الأزرق من الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
كما شددت على أهمية قضاء وقت أكبر في الهواء الطلق خلال النهار لتنظيم الساعة البيولوجية، واللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي لتحسين عادات النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب.
وأخيرًا، نبهت الدراسة إلى ضرورة استشارة الأطباء أو الاختصاصيين النفسيين في حال استمرار المشكلات، مؤكدة أن تنظيم النوم والتعرض للضوء الطبيعي يمكن أن يكونا عاملين أساسيين في تحسين الصحة النفسية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي