قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، الاثنين، إنه قرار “مغادرة” الجيش لمدينة الفاشر جاء “بسبب ما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين”، وذلك في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع “بسط سيطرتها” على عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأوضح البرهان، خلال كلمة بثتها القوات المسلحة عبر فيسبوك، أن “الجميع يتابع ما حدث في الفاشر، القيادة هناك بما فيها لجنة الأمن قدروا بأنه يجب أن يغادروا المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير ممنهج، وقتل ممنهج للمدنيين، ورأوا أن يغادروا ويذهبوا إلى مكان آمن، ووافقنا على ذلك، حتى يجنبوا بقية المواطنين وبقية المدينة الدمار”.

وأضاف البرهان: “هذه محطة من محطات العمليات العسكرية التي فرضت علينا كشعب سوداني، ونقولها دوماً ونكررها أن الشعب سينتصر، والقوات المسلحة ستنتصر، لأنها مسنودة بالشعب، ويقاتل معها”.

“سنقتص لأهالي الفاشر”

وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني على عزم القوات المسلحة بأن “تقتص لما حدث لأهل الفاشر”، مشيراً إلى أن “الجرائم التي ارتكبت الآن وقبل ذلك في الفاشر، وكل بقاع السودان على مرأى ومسمع من العالم، ومخالفات قرارات مجلس الأمن والأعراف الدولية، يتم انتهاكها ولا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب”.

وتوعد البرهان بأن “الشعب السوداني سيحاسب هؤلاء المجرمين، وسيقتص لكل من لحقته الظلم واليد الغادرة التي لا تنتمي إلى هذا الشعب”.

واختتم كلمته قائلاً: “نجدد عهدنا مع الشعب أن القوات المسلحة، والقوات المشتركة، والمقاومة الشعبية، والقوات الأخرى، قادرة على أن تحقق النصر تلو النصر، وهذه تجارب خضناها في هذه الحرب مؤخراً.. أننا نستطيع أن نقلب الطاولة في كل مرة، ونستطيع أن نعيد كل أرض إلى حضن الوطن”.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان 2023، بسبب صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول نحو حكم مدني.

الدعم السريع تعلن السيطرة على الفاشر

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت، الأحد، “بسط سيطرتها” على مدينة الفاشر في غرب السودان، وتعهدت بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وتأمين القوافل والعاملين بالمجال الإنساني.

وذكرت الدعم السريع، في بيان، أنها ستوفر “ممرات آمنة” لكل من يرغب في الانتقال إلى مناطق أخرى، وتعهدت أنها ستبذل قصارى جهدها لإعادة الحياة إلى طبيعتها بما في ذلك إعادة فتح الأسواق، والمستشفيات، وكافة المرافق الخدمية، وإزالة الألغام، والتعامل مع جثامين الضحايا، وتكليف الشرطة الفيدرالية بحفظ الأمن بعد استكمال تأمين المدينة.

وقالت قوات “الدعم السريع”، في البيان، إنها لن تتوقف “حتى تطهير كامل تراب الوطن وبناء سودان جديد”، ووصفت ما حققته اليوم بأنه “محطة مفصلية” في معركة تحرير السودان.

وتشهد الفاشر، تصاعداً في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية، مع استمرار الاشتباكات ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.

وتعيش مدينة الفاشر حصاراً متواصلاً منذ أكثر من عام فرضته قوات الدعم السريع، بدأ تدريجياً حتى شمل جميع الطرق المؤدية إلى داخل المدينة.

وأدى هذا الحصار إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، ودفع العديد من السكان إلى النزوح نحو منطقة خاضعة لسيطرة قوات عبد الواحد نور.

تنديد أميركي وقلق بريطاني

وكان كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس دعا، الأحد، “الدعم السريع” لحماية المدنيين، ومنع مزيد من المعاناة في مدينة الفاشر.

وقال بولس، عبر منصة “إكس”: “مع احتدام القتال في الفاشر، وتزايد عدد المدنيين الذين يبحثون عن ملاذ آمن من العنف، يجب على الدعم السريع التحرك فوراً لحماية المدنيين، ومنع المزيد من المعاناة”.

وأضاف: “ندعو قادة الدعم السريع إلى مواصلة إصدار أوامر واضحة لقواتهم وتعميمها علناً لضمان سلامة المدنيين، والعاملين في المجال الإنساني، وعمليات الإغاثة.. يجب فتح الممرات الإنسانية فوراً للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة”.

بدورها، قالت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون التنمية الدولية، جيني تشابمان، إن بريطانيا تشعر بالقلق إزاء تقدم قوات الدعم السريع في الفاشر.

وأضافت، عبر منصة “إكس”: “نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بتحقيق قوات الدعم السريع تقدماً ملحوظاً في الفاشر.. من الضروري أن تبذل قوات الدعم السريع قصارى جهدهما للوفاء بالتزاماتهما بحماية المدنيين وضمان المرور الآمن والالتزام بالقانون الإنساني الدولي”.

شاركها.