السودان يرفض طلب ابن زايد وقف الحرب ويحمّله مسؤولية دعم ميليشيات حميدتي

وطن في خطوة تعكس توتر العلاقات بين السودان والإمارات، رفضت الخرطوم دعوة الرئيس الإماراتي محمد بن زايد لوقف الحرب المستمرة في البلاد. وجاء الرفض السوداني على خلفية اتهامات مباشرة وجهتها الحكومة السودانية إلى أبوظبي بدعم ميليشيات “الدعم السريع” التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وهو ما اعتبرته السودان تدخلاً إماراتيًا سافرًا في شؤونها الداخلية وزعزعة لاستقرارها.
الدعوة الإماراتية لوقف الحرب تزامنت مع حلول شهر رمضان، حيث حاول ابن زايد إظهار بلاده كوسيط يسعى للسلام في السودان، لكن الخرطوم لم تتقبل هذه الدعوة واعتبرتها محاولة مكشوفة لتمكين ميليشيات الدعم السريع من إعادة ترتيب صفوفها بعد الهزائم التي تعرضت لها مؤخرًا. الجيش السوداني لم يتأخر في الرد، مؤكدًا أنه لن يوقف عملياته العسكرية حتى يتم طرد قوات حميدتي بالكامل من المناطق التي تسيطر عليها، مع تحميل الإمارات مسؤولية استمرار النزاع بسبب دعمها العسكري والمالي لهذه الميليشيات.
الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان أكد مرارًا أن الدعم العسكري واللوجستي الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من الإمارات يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن السودان واستقراره، متهمًا أبوظبي بإطالة أمد الحرب لتحقيق أجندات خاصة في البلاد، لا سيما فيما يتعلق بالموانئ والثروات الطبيعية. ويأتي هذا الموقف بعد سلسلة من الاتهامات المتبادلة بين البلدين، حيث تشير تقارير دولية إلى أن الإمارات زودت ميليشيات حميدتي بالأسلحة والمعدات العسكرية، مما ساهم في تأجيج الصراع وزيادة عدد الضحايا.
في المقابل، تسعى الإمارات إلى تبرئة نفسها من هذه الاتهامات عبر تقديم مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 200 مليون دولار، لكن الحكومة السودانية اعتبرت هذه الخطوة مجرد غطاء لتحركات أبوظبي المشبوهة، مؤكدة أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب هو وقف دعم ميليشيات حميدتي وانسحابها الكامل من الأراضي السودانية.
السودان يعتبر أن الإمارات تجاوزت كل الخطوط الحمراء بدعمها لقوات الدعم السريع، ويرى في دعوات ابن زايد لوقف الحرب محاولة لإنقاذ مشروعه الفاشل في السودان، خاصة مع تراجع نفوذ قوات حميدتي أمام الجيش السوداني. هذه التطورات تنذر بتصعيد دبلوماسي بين الخرطوم وأبوظبي، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى قد تعيد رسم التحالفات الإقليمية من جديد.
انهيارات متسارعة لمليشيا الدعم السريع.. كيف تلاشت أحلام ابن زايد في السودان؟