تمكنت مجموعات محلية من استعادة السيطرة على نقاط حيوية في مدينة السويداء، وذلك في هجوم مضاد، بعد دخول قوات وزارة الدفاع والداخلية إلى المدينة صباح اليوم.
وأفاد مراسل في السويداء، مساء اليوم الثلاثاء 15 من تموز، أن الفصائل المحلية سيطرت على نقاط حيوية وسط اشتباكات متقطعة، ببعض المناطق الجنوبية الغربية خاصة، حيث تصل استعدادات للقوات الحكومية والفصائل الموالية لها.
وتطلق الفصائل الموالية للحكومة رشقات نارية باتجاه المدينة، من جهة قرية كناكر، بشكل متقطع.
وجاء الهجوم المضاد، بعد دخول قوات وزارة الداخلية والدفاع صباح اليوم إلى السويداء، بالتنسيق مع وجهاء وقادة محليين.
وعقد قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، اجتماعًا مع عدد من رجال الدين ووجهاء المدينة، وجرى التوافق على تثبيت نقاط أمنية داخل المدينة، وسحب الآليات العسكرية ووحدات قوات الدفاع.
لكن جزءًا من مجموعات محلية يوجهها الشيخ حكمت الهجري، رفضت هذا الاتفاق، وبدأت الهجوم على نقاط الداخلية، بعد إعلان وزارة الدفاع سحب قواتها.
وتخلل هجوم القوات الحكومية انتهاكات بحق مدنيين وعسكريين، وهو ما قوبل أيضًا بانتهاكات مماثلة في الهجوم المضاد، بحسب ما وثقته.
كما تعرضت نقاط لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع، لقصف إسرائيلي، أدى إلى مقتل عسكريين وعناصر من الأمن.
وزارة الداخلية أوضحت في بيان عبر “فيس بوك”، أن التفاهمات مع وجهاء السويداء سرعان ما تعرضت للخرق، حيث “عادت المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون لشنّ اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن، في محاولة لإرباك المشهد الأمني ونسف ما تم التوصل إليه من تفاهمات محلية”.
وفي تطور اعتبرته الداخلية خطيرًا، “نفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية دعمًا لتلك المجموعات، استهدفت مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية، ما أسفر عن استشهاد عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش السوري”.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة في بعض أحياء المدينة، في ظل جهود حثيثة تبذلها الحكومة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان السويداء، لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن والاستقرار بشكل دائم.
ولم تجب وزارة الدفاع حتى الآن على استفسار عن عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية، في وقت يقدر ناشطون عددهم بنحو 200 مقاتل.
الرئاسة ترفض الانتهاكات
رئاسة الجمهورية أكدت من جانبها ضرورة التزام الجهات العامة والخاصة المدنية والعسكرية بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر.
وتابعت الرئاسة في بيان، نشرته “سانا“، أنها كلفت الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يُثبت تجاوزه أو إساءته مهما كانت رتبته أو موقعه، وفق البيان.
ولم يصدر تعليق من الرئاسة الروحية للموحدين الدروز، بشأن الانتهاكات المتبادلة، حتى لحظة نشر هذا التقرير.
الخارجية تدين إسرائيل
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي الذي نفذ صباح اليوم عبر غارات جوية وهجمات منسقة باستخدام طائرات مسيرة وطائرات حربية، استهدفت مناطق داخل الأراضي السورية.
واعتبرت في بيان لها نشرته على “فيسبوك” أن “هذا العمل يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقًا فاضحًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومثالًا مرفوضًا على العدوان المستمر والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة”.
وذكر البيان أن الجمهورية العربية السورية وإزاء هذا التصعيد الخطير، فإنها:
- تحمل الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وتبعاته.
- تدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، وإدانة هذا العدوان الآثم بشكل واضح وفاعل.
- تؤكد تمسكها الراسخ بحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
وأكد البيان أن الدولة السورية حريصة على حماية جميع أبنائها دون استثناء وفي مقدمتهم أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشكلون جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية والنسيج السوري الواحد، والذين كانوا مثالًا في الوطنية والشرف والبطولة في الدفاع عن الأرض والوطن.
انتهاكات مركبة
بدأ التوتر، الذي سبقه احتقان مستمر على مدار الأشهر السابقة، بحادثة اختطاف أحد أبناء مدينة السويداء على طريق دمشق، وسرقة بضاعته وأمواله.
أدت الحادثة إلى استنفار فصائل محلية ومجموعات من البدو غرب السويداء، تخلله خطف متبادل واشتباكات.
تدخلت قوات وزارة الداخلية ووزارة الدفاع وقالت إن ذلك لفض الاشتباك بين الجانبين وفرض سيطرة الدولة، لكن مدينة السويداء، شهدت انتهاكات من قبل مجموعات مرافقة لقوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع.
وذكرت شبكة “الراصد” المحلية، أن هذه المجموعات اقتحمت مضافة آل رضوان في مدينة السويداء، ما أدى إلى مقتل 15 من المدنيين، كحصيلة أولية لإحدى انتهاكات ما وصفته بـ “الإعدام الميداني”.
وأفاد مدير شبكة الراصد، ضياء الصحناوي،، أن العديد من المحال التجارية تعرضت للنهب والحرق، والاعتداء على المدنيين.
كما وثقت شبكة “الراصد” الناشطة في محافظة السويداء، عدة حالات منها اقتحام منازل عند جسر الأعوج في مدينة السويداء، وإطلاق نار استهدف طبيبة من آل مهنا، وإطلاق نار على سيارة في حي الحروبي ما أدى إلى مقتل السائق على الفور.
ورصدت تسجيلات مصورة في وسائل التواصل الاجتماعي لعناصر يتبعون لوزارة “الدفاع” أو “الأمن العام” يقومون بإذلال أشخاص أغلبهم يرتدون لباسًا شعبيًا مدنيًا.
هذه الانتهاكات سبقتها أيضًا تسجيلات مصورة لإذلال عناصر من الأمن العام، معتقلين لدى فصائل محلية في السويداء، وسط أنباء عن تصفية بعضهم لم تتمكن من التحقق من صحتها بعد.
وفي الهجوم المضاد للمجموعات المحلية، أيضًا وثقت تسجيلات مصورة لانتهاكات بحق عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي