قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إن الأوضاع الإقليمية لم تعد تحتمل التراخي، وإن الوضع يتطلب أن نكون على قدر المسؤولية ونستلهم من “روح أكتوبر” ما يعيننا على تجاوز التحديات، مشدداً على أن الجيش المصري “قائم على رسالته في حماية بلده، والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات”.

وأضاف في كلمة بمناسبة حرب أكتوبر 1973، أنه “في ظل ما تمر به المنطقة من أزمات متلاحقة نحن أحوج ما نكون إلى استدعاء مبادئ أكتوبر واسترجاعها وتطبيقها في حياتنا السياسية”.

وأشار السيسي إلى أن مصر وإسرائيل خاضتا  حروباً ونزاعات عسكرية ضارية دفع فيها الطرفان أثماناً فادحة من الدم والدمار و”كان للعداء أن يستمر ويتجذر لولا بصيرة الرئيس (محمد أنور) السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك والوساطة الأميركية التي مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع أنهى دوامة الانتقام وكسر جدار العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ”.

وتابع: “السلام كي يكتب له البقاء لابد أن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف لا أن يٌفرض فرضاً أو أن يملى إملاءً”.

مبادرة ترمب لإنهاء حرب غزة

ووجه السيسي “التحية والتقدير للرئيس الأميركي دونالد ترمب على مبادرته التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة والقتل والدمار”.

وقال الرئيس المصري إن وقف إطلاق النار وعودة الأسرى والمحتجزين وإعادة إعمار غزة، وبدء مسار سلمي سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها “يعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ وهو ما نصبو إليه جميعاً”.

وأضاف أن “المصالحة لا المواجهة هي السبيل لبناء مستقبل آمن”.

“الحفاظ على منظومة السلام التي أرسلتها الولايات المتحدة”

وشدد السيسي على أهمية الحفاظ على “منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي”، والتي قال إنها شكلت “إطاراً استراتيجياً للاستقرار الإقليمي”. 

وقال إن “توسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس من العدل وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، والتعاون بما ينهي الصراعات ويطلق طاقات الرخاء والتكامل والازدهار في ربوع المنطقة”.

وفي ختام كلمته، قال السيسي موجهاً كلامه للشعب المصري: “أطمنئكم أن جيش مصر قائم على رسالته في حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم وأبناءه يحملون أرواحهم على أكفهم ويقفون كالسد المنيع أمام كل الصعاب والتهديدات”.

وذكر أن التجربة المصرية في السلام مع إسرائيل “لم تكن مجرد اتفاق بل كانت تأسيساً لسلام عادل رسخ الاستقرار، وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، إنها نموذج تاريخي يحتذى به في صناعة السلام الحقيقي”.

وتابع: “من هذ المنطلق، نؤمن إيماناً راسخاً أن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولةي وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها”.

شاركها.