قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إن مصر كانت أول من أطلق مسار السلام في الشرق الأوسط منذ نحو نصف قرن، مشدداً على أن السلام لا يتحقق إلا بالعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومنهم الشعب الفلسطيني، مشيداً بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إنهاء الحرب في غزة، ومعلناً منحه قلادة النيل تكريماً لدوره في دعم السلام والاستقرار.
وأوضح السيسي خلال كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام، أن مصر من أطلقت مسار السلام قبل ما يقارب نصف قرن، عندما قام الرئيس الراحل أنور السادات بزيارة تاريخية إلى القدس في نوفمبر عام 1977، معتبراً أن تلك الخطوة دشنت عهداً جديداً أتاح للأجيال اللاحقة فرصة للحياة.
وأضاف أن تلك الخطوة أثبتت أن “أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط”، مشيراً إلى أن بلاده، ومعها الدول العربية والإسلامية، تؤكد مجدداً أن “السلام يظل خياراً استراتيجياً”.
ولفت الرئيس المصري إلى أن “التجربة أثبتت عبر العقود الماضية أن هذا الخيار لا يمكن أن يقوم إلا على العدالة والمساواة في الحقوق”، مشدداً على أنه “إذا كانت شعوب المنطقة تنعم بحقها في دولها الوطنية المستقلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناءً، فهو أيضاً له الحق في تقرير مصيره”.
وجدد الرئيس المصري التأكيد على أن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب حين تؤمن بأن “خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد”.
تنفيذ حل الدولتين
وفي كلمته أمام القمة، وجه السيسي تحية إلى ترمب، مشيداً بجهوده في إنهاء الحرب، كما أعرب عن تقديره لخطة الرئيس الأميركي الهادفة إلى إنهاء الصراع، ودعا إلى استكمال تنفيذها لما تحمله من أمل للمنطقة وشعوبها.
وتابع السيسي موجهاً حديثه إلى ترمب: “أود أن أعرب عن تقديرنا البالغ لكم، وقيادتكم الحكيمة لتلك المسيرة، في ظل ظرف بالغ الدقة، بما انعكس في طرح خطتكم، لإنهاء هذه الحرب المأساوية والتي خسرت معها الإنسانية الكثير”.
كما قال: “أود أن أشكر شركاءنا في الولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم المخلصة، وأعيد التأكيد على دعمنا وتطلعنا لتنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان”.
وتابع: “فخامة الرئيس.. فلتكن حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط”.
الشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير
وأكد الرئيس المصري أن الشعب الفلسطيني ليس استثناءً من الحق في تقرير المصير، وشدد على ضرورة أن يحظى الفلسطينيون بالحرية والعيش في دولة مستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في أمن وسلام واعتراف متبادل.
وتابع: “للشعب الفلسطيني الحق في أن يتطلع إلى مستقبل لا يخيم عليه شبح الحرب، وأن ينعم بالحرية في دولته المستقلة التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن واعتراف متبادل”.
وأشار السيسي إلى أن “السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب حين تتيقن أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد”.
رسالة إلى شعب إسرائيل
وأردف السيسي: “إنني أغتنم هذه المناسبة، لأتوجه بنداء إلى شعب إسرائيل، وأقول فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي”.
وأضاف:”دعونا نتطلع سوياً لمستقبل أفضل لأبناء بلادنا معاً.. مدوا أيديكم لنتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة.”
واستطرد موجهاً حديثه إلى ترمب: “فخامة الرئيس، علينا أن نتوقف عند مشاهد الارتياح والسعادة، التي عمت سواءً في شوارع غزة أو الشارع الإسرائيلي أو في العالم كله على حد سواء، عقب التوصل لاتفاق إنهاء الحرب بفضل مبادرتكم الحكيمة، فهي دليل آخر على أن الخيار المشترك للشعوب هو السلام”.
إعادة إعمار غزة
وأكد السيسي أن مصر ستعمل مع الولايات المتحدة وكافة الشركاء خلال الأيام المقبلة على وضع أسس مشتركة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تأخير، مشيراً إلى نية مصر استضافة مؤتمر للتعافي وإعادة الإعمار والتنمية، استناداً إلى خطة إنهاء الحرب في غزة.
وأوضح أن السلام لا يكتمل إلا بمد يد البناء بعد الدمار، مشيراً إلى أن هناك فرصة تاريخية للوصول إلى شرق أوسط ينعم فيه الجميع بالسلام، ويخلو من “الإرهاب، والتطرف، وأسلحة الدمار الشامل”، وأكد أن مصر تسعى لتجسيد هذا التصور بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين.
ومضى يقول إن “اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك، ويتعين تثبيته وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين على نحو يضمن رؤيتنا المشتركة في تجسيد التعاون المشترك بين جميع شعوب المنطقة، بل والتكامل بين جميع دولها”.