أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن بلاده لا تريد خوض أي حروب، ولا تشكل “تهديداً” لإسرائيل، أو أي طرف آخر، مشيراً إلى أن حكومته “ستتخذ كل السبل القانونية لملاحقة الرئيس السابق” بشار الأسد.

وقال الشرع في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS الأميركية بُثت، الاثنين، إن “هناك أجيالاً بأكملها تعرّضت إلى صدمات نفسية كبيرة هائلة في سوريا”، جراء الحرب التي استمرت 14 عاماً.

وفيما يتعلّق بمشاعره لحظة دخول القصر الرئاسي لأول مرة، قال الرئيس السوري: “لم يكن دخول هذا القصر تجربة إيجابية للغاية، لقد خرجت الكثير من الشرور تجاه الشعب السوري من هذا القصر منذ بنائه”.

ورداً على سؤال بشأن الملاحقة القانونية للرئيس السابق بشار الأسد، أوضح الشرع أن دمشق “ستستخدم كل السبل القانونية الممكنة للمطالبة بتقديم بشار الأسد للعدالة”، معتبراً أن “الانخراط في صراع مع روسيا في الوقت الحالي، سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لسوريا، ولن يكون في مصلحة البلاد”.

وأعرب الشرع عن اعتقاده بأن وصف الأمم المتحدة لأحداث الساحل السوري (غرب البلاد)، بأنها “انتهاكات” للقانون الإنساني “مبالغ فيه”، مؤكداً التزام سوريا بـ”محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق المدنيين من أي طرف أو جهة كانت”. 

وفي منتصف أغسطس الماضي، أصدر فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة، تقريراً بشأن أحداث الساحل السوري، مرجّحاً ارتكاب “جرائم حرب” من قبل الطرفين، في إشارة إلى قوات الأمن السورية، ومسلحين مرتبطين بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وفي يوليو الماضي، أصدرت لجنة تقصي الحقائق السورية في أحداث الساحل السوري، تقريرها وسلمته إلى الشرع، لافتة إلى أن الأحداث التي تشهدها المنطقة الجنوبية كانت سبباً في تأخير الإعلان عن تسليمه.

“إعلان حرب” إسرائيلي

وذكر الرئيس السوري خلال اللقاء، أن إسرائيل استهدفت محيط القصر الرئاسي مرتين، قائلاً: “في إحدى المرات لم أكن هناك، لكن في المرة الثانية كنت في القصر قريباً من الموقع الذي تم قصفه”.

وتابع: “استهداف القصر لإيصال رسالة… هذه ليست رسالة، بل إعلان حرب. لكن سوريا لا تريد الدخول في حروب ولا تريد أن تشكل تهديداً لإسرائيل أو أي أحد آخر”. 

وفي تعقيب على إعلان إسرائيل آنذاك، شن “ضربة تحذيرية” في سوريا بزعم “حماية الدروز”، أكد الشرع أن هذه “مسألة داخلية سورية ينبغي حلها قانونياً من قبل السلطات السورية”.

وفيما يتعلق بالاتفاقية الأمنية التي يجري مناقشتها مع إسرائيل، أكد الشرع أنه يتعين على إسرائيل “التراجع عن أي نقطة احتلتها بعد 8 ديسمبر”، مضيفاً: “سوريا لم تستفز إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق”. 

ورداً على سؤال بشأن الانتخابات ونوع الحكومة التي يريد رؤيتها في البلاد، أجاب: “ستُجرى الانتخابات العامة بمجرد إعادة بناء البنية التحتية، وبمجرد أن يكون لدى السكان هويات ووثائق سليمة”، مؤكداً أنه يريد أن “تكون سوريا مكاناً يحصل فيه كل شخص على صوت”.

وأشار الشرع إلى أن إعادة إعمار سوريا، ستكلف ما بين 600 إلى 900 مليار دولار، و”هذا سيتطلب مساعدة المجتمع الدولي”.

 ومضى قائلاً: “لقد شاهد العالم هذه المأساة تتكشف على مدى 14 عاماً ولم يستطع فعل أي شيء لوقف هذه الجريمة الهائلة. لذا يجب على العالم اليوم تقديم الدعم لسوريا. وكل من يعرقل رفع العقوبات عن سوريا هو شريك لمن ارتكب هذه الجريمة”.

شاركها.