الشرع في مرمى نيران مزدوجة: حملة رقمية من إسرائيل وإيران بعد لقائه بترامب

وطن في أعقاب اللقاء المفاجئ بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكيدونالد ترامب في الرياض، اندلعت حملة إلكترونية شرسة تستهدف الشرع بشكل مباشر. ووفقًا لما كشفته منصة “إيكاد” المختصة بتحليل الحملات الرقمية، فإن هذه الحملة يقودها تحالف غير مألوف من الحسابات الة بإسرائيل وإيران.
الحملة بدأت بعد 48 ساعة فقط من اللقاء الذي أثار جدلًا واسعًا إقليميًا ودوليًا، خصوصًا بعد إعلان ترامب عن نية الإدارة الأمريكية رفع العقوبات عن دمشق، دون تنسيق مسبق مع تل أبيب، ما أثار موجة توتر داخل الأوساط الإسرائيلية.
منصة “إيكاد” وثّقت أكثر من 15 ألف منشور تم تداولها خلال يومين فقط، عبر نحو 9300 حساب، ووصلت إلى جمهور يُقدّر بأكثر من 161 مليون مشاهدة. وتضمنت هذه الحملة اتهامات بتطبيع الشرع مع إسرائيل، وتنازلات مزعومة في ملفات الأرض والنفط، إضافة إلى تشكيك في نوايا التحالف الأمريكي السوري الجديد.
ما يلفت الانتباه في هذه الهجمة أنها جاءت من طرفين متضادين سياسيًا واستراتيجيًا، وهو ما يشير إلى أن صعود الشرع على رأس الحكم في دمشق يشكل قلقًا مشتركًا لإسرائيل وإيران على حد سواء، ربما بسبب تحوّلات محتملة في توازنات القوة والتموضع الإقليمي لسوريا.
منشورات بارزة تم تداولها من قبل شخصيات معروفة بدعمها للسياسات الإسرائيلية، وأخرى مقربة من الحرس الثوري الإيراني، ركزت على استخدام مصطلحات مثل “البيع”، “الانبطاح”، و”التطبيع مقابل البقاء”، في محاولة لتأليب الرأي العام العربي ضد القيادة السورية الجديدة.
اللقاء بين ترامب والشرع لم يمر بهدوء في إسرائيل، إذ أكدت مصادر إعلامية عبرية أن تل أبيب لم تُستشر بشأن قرار واشنطن بالاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، وسط تقارير عن خلافات داخلية إسرائيلية بشأن التعامل مع الشرع.
في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من دمشق حول الحملة، فيما تستمر التساؤلات حول الجهة المستفيدة من استهداف الشرع بهذه الصورة المكثفة والمنسّقة.
الشرع يلتقي ترامب: من قائمة الإرهاب إلى مصافحة البيت الأبيض.. فما ثمن الصفقة؟