اخر الاخبار

الشرع يرغب ببدء صفحة جديدة.. شروط مصر لتطوير العلاقات مع سوريا

سمير فرج: من المبكر أن يتم الحكم على الأوضاع السورية والجزم بمدى تأثيرها على العلاقات المصرية السورية

سمير فرج: مصر مازالت تترقب إلى أين تتجه سوريا لتحديد مستقبل العلاقات معها

مساعد وزير الخارجية: لقاء السيسي والشرع يعكس ترحيب مصر بإقامة علاقات ودية مع سوريا

السفير رخا أحمد: العلاقات المصرية السورية مرتبطة باعتبارات أمنية بشأن الأشخاص المصريين المحسوبين على الإدارة السورية الحالية

مساعد وزير الخارجية الأسبق: تطور العلاقات يتوقف على بعض المطالب الأمنية بشأن  بعض المصريين المحسوبين على الإدارة السورية وإذا تم التفاهم بشأنها ستأخذ العلاقات مسارها الطبيعي

«سوريا حريصة على بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع مصر والدول العربية»، هذا ما أكده الرئيس السوري المؤقت للرئيس السيسي خلال لقائهما، قُبيل نحو بضعة أيام، على هامش القمة العربية، ذلك اللقاء وتصريحات الجانبين بعثا ببعض الطمأنينة لدى الكثيرين الذي كان لديهم تخوفات بشأن الإدارة السورية الجديدة، وتأثير وصولها للحكم على مصر ومستقبل العلاقات المصرية السورية، ولكنها لم تدُم طويلًا، بعدما باغتت أحداث الساحل السوري الدموية العالم أجمع.

ولكن عاد القلق يسيطر مرة أخرى على المشهد، رغم انقسام المصريين لفريقين الأول يرى أنه لا علاقة للأوضاع السورية الحالية بمستقبل العلاقات معها، والآخر يؤكد أنه سيكون له تأثير سلبي بالطبع، لاسيَّما وأن مصر لطالما أكدت على إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا تتضمن كافة مكونات الشعب السوري ولا تقصي طرفًا، بخلاف ما يحدث، وبات الجميع يترقب ويتسائل هل ستؤثر الأوضاع في سوريا على العلاقات المصرية السورية؟

صفحة جديدة

4 مارس الجاري، قُبيل اشتعال أحداث الساحل السوري والتي وصفها البعض بـ«الدموية» التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بنظيره السوري أحمد الشرع «لأول مرة» على هامش القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة لدعم القضية الفلسطينية.

«السيسي» أكد لـ«الشرع» حرص مصر على دعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية، وفق بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.

وكان إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا تتضمن جميع مكونات الشعب السوري ولا تُقصي طرفًا، أحد أهم الأمور التي شدد عليها الرئيس السيسي خلال اللقاء، كما أكد حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مؤكدًا رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية، وفقًا لبيان مؤسسة الرئاسة.

سوريا لديها تطلعات ببدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية وخاصة مصر، وتُقدر الجهود المصرية الداعمة لوحدة وسلامة الأراضي العربية واستعادة الاستقرار الإقليمي، حسبما جاء على لسان رئيسها خلال اللقاء.

الصفحة الجديدة التي ستعمل سوريا فتحها مع مصر، تتضمن رغبتها في العمل المشترك مع القاهرة بما يحقق مصلحة البلدين والأمة العربية، وفقًا للشرع.

أحداث دموية

لم يمر سوى يومان على تلك التصريحات التي أثلجت صدور المتخوفين من الإدارة السورية الجديدة، على مصر وعلاقتها مع سوريا، واندلعت أحداث الساحل السوري، والتي شهدت انتهاكات ضد العلويين.

مساء الخميس 6 مارس الجاري، اشتعل فتيل أحداث الساحل السوري، في قية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية الساحلية، على خلفية توقيف قوات الأمن السورية لأحد المطلوبين، وعلى إثره تطور الأمر إلى اشتباكات بين علويين مسلحيين بعدما أطلقوا النار على الأمن، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

قوات الأمن السورية، صرَّحت أنها تخوض اشتباكات في غرب البلاد مع مجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن أبرز قادة الجيش بنظام بشار الأسد، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

انتشرت مقاطع فيديو تكشف عن تجاوزات في حق العلويين المدنيين بين سحل وتعذيب وقتل، قيل إنها من قِبل قوات الأمن السورية.

ويوم الجمعة 7 مارس، صرّحت وزارة الداخلية السورية أن ما حدث في منطقة الساحل من انتهاكات لا تعدو كونها انتهاكات فردية، وقعت بسبب توجه حشود شعبية غير منظمة إليها.

وخلفًّت الاشتباكات، نحو 1000 قتيلًا مدنيًا، حتى مساء الإثنين 10 مارس الجاري، حسبما أفاد المرصد السوري.

اعتبارات أمنية

لقاء الرئيس السيسي بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، يعكس ترحيب مصر بإقامة علاقات ودية مع الدولة السورية، حسبما يرى مُساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن في حديثه مع « الوطني».

ويوضح، أن العلاقات المصرية السورية مرتبطة باعتبارات أمنية خاصة ببعض الأشخاص المصريين المحسوبين على الإدارة السورية الحالية، ومصر لها مطالب متعلقة بهم، وهذا الشيء الوحيد الذي إذا تم التفاهم بشأنه ستأخذ العلاقات المصرية السورية مسارها الطبيعي.

سوريا من الدول العربية التي تحظى باهتمام خاص بها من قِبل مصر، الحريصة على وحدة وسلامة أراضيها وسيادتها عليها، بدليل تشديد مصر على ضرورة مشاركة جميع الأطراف وعدم إقصاء طرف على حساب آخر، ورفضها لأي تعدٍ على الأراضي السورية، وإن كان هناك اختلاف بسبب وجود بعض العناصر في الحكم الحالي، وفقًا لـ«رخا».

السفير رخا أحمد حسن

ولكن اللون السياسي «الواحد» للحكم الحالي في سوريا، هو الذي أدى إلى انفجار المشكلات الحالية بها، مع الأخذ في الاعتبار أن الأزمة الحالية ستستمر في التفاقم في حال لم يتم الاستجابة إلى المطالب التي طالب بها جميع القوى الإقليمية بضرورة مشاركة جميع الأطراف وكما أوصى الرئيس السيسي خلال لقائه مع «الشرع» على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة.

ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إلغاء الإدارة السورية الجديدة للتجنيد الإجباري، يُعني أنها ستقبل بضم أي عناصر سورية أوغير سورية إلى الجيش السوري، وهذا لا يتفق مع المفهوم السياسي المصري.

ويختتم السفير رخا أحمد حسن حديثه في هذا الشأن، بالتأكيد أن ما يهم هو المسائل الأمينة التي تخص بعض المصريين الموجودين مع الإدارة السورية الحالية، والتي يتوقف عليها تطور التعاون في العلاقات مع سوريا من عدمه.

حالة ترقُب

من المُبكر أن يتم الحكم على الأوضاع في سوريا، وبالتالي لا يمكننا الجزم بمدى تأثيرها علاقات مصر وسوريا، حسبما يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، في حديثه مع « الوطني».

ويُضيف، أنه منذ اللحظات الأولى ومصر تراقب ماذا سيحدث في سوريا، هذا الوضع بالنسبة لمصر، ومازالت مصر تترقب إلى أين تتجه سوريا، لتحديد مستقبل العلاقات معها، لاسيَّما وأن مصر حريصة على وحدة الشعب السوري، وعدم تفضيل فصيل على آخر، وهذا شرط أساسي في حتى يحدث تطور في العلاقة والتعاون بين مصر وسوريا.

اللواء سمير فرج

ويُشير «فرج» إلى أن ماحدث في الساحل السوري سببه محاولات انقلاب العلويين على نظام الحكم في سوريا، إلا أن الأخير سيطر على الموقف، وهذا لا ينفي حدوث الكثير من التجاوزات، مؤكدًا أن تحالف القوات الكردية «قسد» مع الدولة السورية والذي يسمح بانضمامهم إلى القوات السورية مؤشر إيجابي.

ويختتم اللواء سمير فرج حديثه في هذا الشأن، موضحًا أنه على الرغم من ما يحدث في سوريا إلا أنه لا يوجد أي مؤشرات تُنذر بأنه سيكون تأثير مباشر على مستقبل العلاقات المصرية السورية، لاسيَّما وأن الأمور لم تتضح حتى الآن، مع الأخذ في الاعتبار أن مسألة التأثير من عدمه لن تظهر في يومٍ وليلة، ولا بد من الانتظار شهر على الأقل أو ربما شهرين أو ثلاثة، لمراقبة رد فعل رئيس سوريا الحالي تجاه ما يحدث في سوريا والدستور المُنتظر صياغته كيف سيكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *