ألقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، مساء اليوم الخميس، كلمة بمناسبة إطلاق الهوية البصرية الجديدة للبلاد، مؤكداً أن “احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة”.

الشرع يكشف ما تعنيه الهوية البصرية السورية

وقال الشرع في حفل إطلاق الهوية البصرية السورية الجديدة: في يوم من الأيام وفي غابر الزمان، ولدت حكاية مدينة اجتمع فيها معشر من الناس، يُقال إن سيرة أوائل الخلق بدأت فيها، وتكاثر الناس، ولكثرتهم بدأت البشرية تحتاج إلى بناء السلوك المنضبط، زرعوا وصنعوا وبنوها، وهكذا حتى بنوا أول عاصمة عرفتها البشرية، إنها دمشق.

وأضاف: من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد أذلّ حقبة في تاريخ الشام.

وأكمل: أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذانا مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر.

ومضى قائلاً: أيها الشعب السوري إن احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، تستمد منه القوة والعزم والسرعة والاتقان والابتكار في الأداء.

وتابع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع، الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية البصرية السورية التي ألفت الهجرة بحثا عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج.

وأيضاً، قال: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك مع منظومة القهر والاستبداد.

وكذلك، قال: لقد أثبتم جميعا أن سوريا لا تنقصها المواهب بل تحتاج فقط إلى ثقة واحتضان وها نحن نبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تكتب بنور لا ينطفئ.

ـ رمزية العقاب الذهبي السوري بين الماضي والحاضر

في التاريخ الإسلامي، كان العقاب لفظا حاضرا في فتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد الشام بمعركة “قنّية العقاب”، وفي تاريخ سوريا الحديث كان العقاب الذهبي السوري امتدادا لما حمله الآباء المؤسسون سنة 1945 والذي جسّده المصمّم والفنان التشكيلي السوري نذير نبعة ليكون شعار الجمهورية السورية.

بين العقاب القديم والجديد.. ما الذي تغيّر؟

مثلت ثورة 2011 أول انخراط حقيقي جماعي للشعب السوري بالسياسة منذ 5 عقود، دفع ثمنها ملايين الشهداء والمهجّرين والمعتقلين والجرحى لأكثر من 14 عاما.

رمزية تحرّر النجوم الثلاثة:

أنهى التصميم الجديد المسير القصري بين الدولة والدم، وأعاد ترتيب علاقتهما بما يتماشى مع ظروف الحاضر وآمال المستقبل. تحرّرت النجوم الثلاثة لتعبّر العلم شكلًا، والمعنى مضمونًا، وأخذت مكانها بعد العقاب لتعكس أن الحضور الشعبي هو أساس الهوية السورية.

بعد العقد الذي باتت فيه فصاحة النجوم الساكنة تروي دولة تذوي، حان وقت عودة الدولة التي لا تحتاج لتجسيدها نجوم دامية، بل عقد وطني جامع لهذه الهوية أعادها لوظيفتها ومعناها وموقعها وجمعها على أن خطر الغياب قد نجونا منه أخيرًا وبحكمة شعبها.

وحدة الأرض.. وحدة الهوية السورية:

يعمل دليل النجوم ليشمل حبًا واحدًا يمثل كل هذه المناطق الجغرافية الكبرى.

تتكوّن خارطة النجوم الجديدة من سبع رؤوس، يشكّل المجموع أربع عشرة نقطة تمثّل محافظات سوريا مجتمعة. هذه التوزيعة الرمزية والمناظرة بشكل منتظم تؤكّد أهمية كل محافظة سورية ودورها في استقرار الدولة، ولهذا فإن خارطة سوريا الجديدة جاءت سياسيًا معبّرة عن وحدة الأرض بدون تفريط.

سوريا.. من الدولة الأمنية إلى الدولة الحارسة:

تركز احتياجات الدولة الجديدة على التعليم والصحة وتوفير البنية التنموية والتشريعات اللازمة للنهوض الاقتصادي، بالاعتماد على الحوكمة العادلة، وهي تتجاوز مفهوم “الدولة الحارسة” التي تحمي السلطة وتؤمن شروط الهيمنة والاستقرار خلال “الدولة الأمنية” التي كانت ترتكز على قمع والفساد وتدور في عهد النظام الأبدي.

الرسائل الخمسة التي يحملها المشعل الجديد:

الاستمرارية التاريخية: العقاب ليس انقطاعًا، بل هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.

تحمل الدولة الجديدة هوية سوريا الجديدة: دولة حديثة منفتحة، نابعة من إرادة شعبها.

تحرر النجوم وتكتمل به رمزية تحرر الشعب.

وحدة الأرض السورية: لا يشير دليل العقاب المكون من خمس رؤوس إلى المناطق الجغرافية، التي لا تتقاطع ببنائها، ولا تُقصى بأكملها.


الشرع يكشف ما تعنيه الهوية البصرية السورية

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.