وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم الخميس 18 من أيلول، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن على رأس وفد رسمي، في زيارة وُصفت بـ”التاريخية”، باعتبارها الأولى لوزير خارجية سوري إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من 25 عامًا، بحسب ما أعلنت إدارة الإعلام في وزارة الخارجية.
وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن الشيباني سيلتقي بعدد من أعضاء الكونجرس في مقر “الكابيتول هيل” لبحث ملف العقوبات الأمريكية، وفي مقدمتها قانون “قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ في حزيران 2020، واستهدف النظام السوري السابق وكل من يتعامل معه في مجالات الطاقة والبناء والقطاع المالي.
السيناتور “الجمهوري” ليندسي غراهام قال لموقع “أكسيوس”، إن الشيباني سيجتمع بعدد من النواب الأمريكيين لمناقشة إمكانية الإلغاء الدائم لعقوبات “قيصر”، موضحًا أن دعمه لذلك مشروط بانضمام سوريا رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وبالتوصل إلى اتفاق أمني جديد مع إسرائيل.
وكالة “فرانس برس” نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية السورية اليوم، أن اتفاقات متتالية ستُبرم مع إسرائيل قبل نهاية العام الحالي.
وأوضح غراهام أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منحت إعفاءات مؤقتة من بعض العقوبات، لكن إلغاءها بشكل كامل يتطلب تصويت الكونجرس.
ومن المقرر أن يلتقي الشيباني غدًا، الجمعة 19 من أيلول، بوزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو.
المفاوضات مع إسرائيل
زيارة الشيباني إلى واشنطن جاءت بعد محطة في لندن، حيث أجرى محادثات استمرت خمس ساعات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بحضور المبعوث الأمريكي، توم باراك.
مصادر مطلعة نقلت لقناة “الجزيرة” القطرية أن اللقاء حقق “تقدمًا” في مناقشة مقترح إسرائيلي لاتفاق أمني جديد بين البلدين، مشيرة إلى أن الوفد السوري قدّم مقترحًا مضادًا يشترط انسحاب إسرائيل من المناطق التي سيطرت عليها بعد انهيار نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024، إضافة إلى إعادة نشر قوات مراقبة تابعة للأمم المتحدة في المنطقة العازلة.
وأشار المصدر إلى أن دمشق تعتبر أن أي سلام مستدام في المنطقة يجب أن يرتبط بمعالجة جذور التوتر وعلى رأسها استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
كما ذكرت “القناة 12” الإسرائيلية أن لقاء الشيباني و ديرمر في لندن شارك فيه المبعوث الأمريكي توم براك، وأضافت أن الجانب السوري قدم ردًا على مقترح الاتفاقية الأمنية وأن المحادثات شهدت تقدمًا.
نتائج متوقعة خلال أيام
كان الرئيس السوري أحمد الشرع قال إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج في الأيام المقبلة، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز“.
واعتبر الشرع، في تصريح للصحفيين بدمشق، الأربعاء 17 من أيلول، أن الاتفاق الأمني مع إسرائيل “ضرورة”، وأنه يتعين أن يحترم المجال الجوي لسوريا ووحدة أراضيها، وأن يخضع لرقابة الأمم المتحدة.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، في وقت سابق، الأربعاء، عما وصفهما بـ”مصدرين مطلعين”، أن إسرائيل قدمت لسوريا قبل عدة أسابيع مقترحًا مفصلًا لاتفاق أمني جديد، بما في ذلك “خريطة للمناطق منزوعة السلاح” تبدأ من “دمشق حتى الحدود مع إسرائيل”.
بعد ربع قرن
آخر زيارة مماثلة لوزير خارجية سوري إلى الولايات المتحدة تعود إلى كانون الأول 1999، حين التقى فاروق الشرع، وزير الخارجية آنذاك، بالرئيس الأمريكي حينها، بيل كلينتون، في البيت الأبيض ضمن محادثات السلام مع إسرائيل.
وتأتي زيارة الشيباني الحالية في سياق مساعٍ أمريكية لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية، وسط محاولات لرفع جزء من العقوبات وربط ذلك باتفاق أمني يضمن مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، في وقت تحاول فيه دمشق إعادة التموضع بعد تحولات داخلية وإقليمية كبرى.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي