الصحة العالمية تقلص النفقات بعد انسحاب واشنطن
أعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، تجميد التوظيف وتعليق الاستثمارات وتقليص السفر غير الضروري، في أعقاب إعلان إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، انسحاب واشنطن من المنظمة الأممية، حسبما نقلت “بلومبرغ”.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في مذكرة أرسلها إلى الموظفين، الخميس، إن “انسحاب الولايات المتحدة جعل وضعنا المالي أكثر حدة”.
وأضاف أن “الوكالة تخطط لخفض نفقات السفر بشكل كبير ووقف التوظيف، كجزء من سلسلة من التدابير الرامية إلى خفض التكاليف”.
وتابع في رسالته الداخلية: “كما تعلمون، أعلنت الولايات المتحدة أنها تنوي الانسحاب من منظمة الصحة العالمية. نحن نأسف لهذا القرار ونأمل أن تعيد الإدارة الجديدة النظر فيه”.
وكتب جيبريسوس لموظيفه أن الخطط المستقبلية تشمل “تخفيض التكاليف والكفاءة وتجميد التوظيف باستثناء المجالات الأكثر أهمية”.
وسيتم خفض نفقات السفر بشكل كبير، مع عقد جميع الاجتماعات افتراضياً دون “موافقة استثنائية”. كما سيتم تعليق تجديد المكاتب والتوسعات.
وأكد متحدث باسم المنظمة، صحة البريد الإلكتروني.
وتشمل التدابير الأخرى فرض قيود على استبدال معدات تكنولوجيا المعلومات، وإعادة التفاوض على العقود الرئيسية، وتعليق تجديد المكاتب والاستثمارات، ما لم تكن هناك حاجة للأمن أو خفض التكاليف.
فقدان داعم أساسي
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن انسحاب واشنطن من منظمة الصحة العالمية في اليوم الأول من ولايته الثانية، الاثنين، زاعماً أن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة فيروس كورونا، والأزمات الصحية الدولية الأخرى.
وأكدت الأمم المتحدة، الخميس، أن الولايات المتحدة من المقرر أن تنسحب من المنظمة في 22 يناير 2026، وهي الداعم المالي الأكبر للمنظمة، إذ تساهم بنحو 18% من إجمالي تمويل المنظمة.
وبلغت أحدث ميزانية للمنظمة، وهي لعامي 2024 و 2025، نحو 6.8 مليار دولار.
وجاء في المذكرة أن المنظمة عملت بالفعل على تنفيذ إصلاحات وتغيير طريقة تمويلها بزيادة الدول الأعضاء ما تدفعه من رسوم إلزامية وبالمساهمة في جولة استثمار أطلقتها العام الماضي.
ومع ذلك، قالت المنظمة إن هناك حاجة إلى المزيد من التمويل وسيتعين خفض التكاليف في وقت واحد.
وسيشمل ذلك جعل جميع الاجتماعات افتراضية بشكل افتراضي دون موافقة استثنائية، والحد من استبدال معدات تكنولوجيا المعلومات، وتعليق تجديد المكاتب ما لم يكن مرتبطًا بالسلامة أو خفض التكاليف المعتمد بالفعل.
وأفادت المذكرة بأن “هذه المجموعة من التدابير ليست شاملة، وسيتم الإعلان عن المزيد في الوقت المناسب”، لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف ستفعل كل ما في وسعها لدعم وحماية الموظفين.
قلق أوروبي
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه بشأن إعلان ترمب نيته الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يأمل أن يكون القرار لا يزال قيد المراجعة.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في المؤتمر الصحافي اليومي الثلاثاء: “نتابع بقلق إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، ونحن على ثقة بأن الإدارة الأميركية ستنظر في كل هذا قبل الانسحاب الرسمي”.
وتركت خطة ترمب للإنسحاب من المنظمة، وهي واحدة من سلسلة من الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس الأميركي عند عودته إلى منصبه هذا الأسبوع، المنظمة في حالة من الفوضى لاستبدال أكبر مانح لها.
وساهمت الولايات المتحدة بمبلغ 1.3 مليار دولار للمنظمة بين عامي 2022 و2023، ما ساعد المنظمة على تنفيذ عملها في احتواء أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية، وشلل الأطفال، والإيبولا، والتفشي الأخير لفيروس ماربورج القاتل.